تحت عنوان "تكاليف خيالية للتواجد العسكري الأمريكي في الخارج" كتب عمر عدس في صحيفة الخليج الإماراتية عن دراسة، استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، يحسب ديفيد فاين، (الأستاذ المساعد في قسم علم الإنسان، في الجامعة الأمريكية بواشنطن، ومؤلف كتاب “جزيرة العار: التاريخ السرّيّ للقاعدة العسكرية الأمريكية في جزيرة دييغو غارسيا”) . . . تكاليف التواجد العسكري الأمريكي في أنحاء العالم.
ويبين بالأرقام، الفارق الشاسع، بين ما تعلنه وزارة الدفاع الأمريكية عن هذه التكلفة، وبين القيمة الحقيقية لها .
قارن الدراسة بين ما تعلنه وزارة الدفاع الأمريكية عن كلفة نشر قواعدها وجنودها حول العالم، للكونجرس الأمريكي أي 22 مليار دولار سنوياً، وحسابات الكاتب لهذه التكلفة تبلغ 170 مليار دولار في العام، بل قد تكون أكثر من ذلك بكثير .
ويقول الكاتب، إن البنتاغون، يُعدّ، بموجب القانون، كشفاً سنوياً، يتضمن “مجمل التكلفة فيما وراء البحار”، ويبين ثمن النشاطات العسكرية في الخارج، من القواعد إلى السفارات وغيرها .
ويشير الكاتب إلى أن الكشف الذي أعلنه البنتاغون، عن السنة المالية 2012 التي تنتهي في 30 سبتمبر/ أيلول، لا يشمل الأموال التي تم إنفاقها في ذلك العام على الحروب في أفغانستان وغيرها من بقاع الأرض، التي تزيد على 118 مليار دولار .
وعلى الرغم من أن مبلغ 1 .22 مليار دولار مبلغ ضخم، ويمثل ما يقارب ميزانيتي وزارة العدل والزراعة ونحو نصف ميزانية وزارة الخارجية لعام 2012 فإنه يتعارض تعارضاً صارخاً، مع تقديرات الخبيرة الاقتصادية، انيتا دانس، التي تبلغ 250 مليار دولار .
ويمضي الكاتب قائلاً: على الرغم من أن تقرير “إجمالي التكلفة فيما وراء البحار”، قد يبدو شاملاً، فإننا سرعان ما نلاحظ أن دولاً معروفة بإيوائها لقواعد أمريكية، ليس لها ذكر فيه . وهنالك ما لا يقلّ عن 18 دولة ومنطقة أجنبية على قائمة البنتاغون للقواعد في ما وراء البحار، لم تَرِد أسماؤها في التقرير .
ومما يثير الدهشة بوجه خاص، غياب كوسوفو والبوسنة . فللجيش الأمريكي هناك قواعد ضخمة ومئات من الجنود، منذ أكثر من عقد من الزمن، وقد ذكر تقرير آخر للبنتاغون أن تكاليف تلك القواعد وأولئك الجنود عام 2012 بلغت 8 .313 مليون دولار . ووفق ذلك التقرير، يخفض “إجمالي التكلفة فيما وراء البحار” أيضاً تقدير تكاليف القواعد في هندوراس وخليج غوانتانامو، بنحو الثلث، أي بمقدار 85 مليون دولار .
ويُجمل الكاتب القول، إنه اكتشف أولاً، 436 مليون دولار عن دول وتكاليف غير مذكورة في تقدير البنتاغون . .
ويقول إن هذا الرقم ليس بالمبلغ الضخم بالمقارنة مع 22 مليار دولار، وهو لا يعدو أن يكون “خردة” أو “فكة” في سياق الميزانية للبنتاغون، ولكنه ليس سوى البداية في حسابات الكاتب .
ويتابع الكاتب قائلاً، إن البنتاغون، بناء على توجيهات الكونغرس، يحذف أيضاً من تقريره، تكاليف القواعد في مناطق أمريكية كثيراً ما تُنسى- وهي بورتو ريكو، وغوام، وسامُوا الأمريكية، وجزر ماريانا الشمالية، والجزر العذراء الأمريكية .