41 يوما من الاضراب، كشفت الكثير، فمركزية فتح، فيها الكثير من الخلافات والتجاذبات و "اللوبيات" وعلى صغر عددها، اتفقت جميعها على اضعاف الاضراب والتقليل من أهميته، والانجازات التي قد يحققها، هذا الاتفاق بين أعضاء المركزية، غير البعيدين عن مواقف الريس، خاصة، كثرة مرات الحجيج الى المقاطعة في الازمات، هذا الاتفاق هدفه محاصرة عضو المركزية مروان البرغوثي وتجيير التفاوض لقيادات خارج السجن وكأن المسألة تسجيل نقاط، وليست هبة من الاسرى الأشاوس لانتزاع حقوقهم ومطالبهم، كذلك، القيادة الفلسطينية وهي بالمفهوم الصحيح وعلى أرض الواقع فتح ولجنتها المركزية، رأت في توقيت الاضراب ضربة موجعة لجولات الرئيس محمود عباس في واشنطن وغيرها، وتحركات ترامب في المنطقة ولقاءات الرياض "المقيتة"، وخشيت القيادة الفلسطيية اشتعال الاوضاع في ساحة الصراع الرئيسة، فعملت بكل الوسائل وعلى أكثر من صعيد على التقليل من أهمية الاضراب وضرورة ووقفه، وأن تكون مفاوضات الاحتلال مع أجهزتها وليس مع قيادة الاضراب.
تقول مصادر "رفيعة المستوى" في السلطة الفلسطينية لـ (المنـار) أن تعيين عميد الأسرى كريم يونس عضوا في مركزية فتح، لم يكن صدفة، فالتوقيت مدروس والهدف واضح ومعروف، وان غلفته الوجوه المتنفذة في المركزية أو "النواطق" الاعلاميين وهم كثر، بحرص القيادة على أسرى الحرية وتقدير نضالاتهم.
مروان البرغوثي رحب بقوة بتعيين رفيق دربه كريم يونس في مركزية فتح، قاطعا بذلك الطريق على كل الراغبين بالاصطياد في المياه العكرة، وهواة دق الاسافين، وعاشقي شق وحدة المواقف، لذلك، وحسب المصادر خابت آمال من سعوا لقبض ثمن خطوة التعيين انشقاقا في صفوف الحركة الأسيرة، وجاءت خطوة التعيين تعزيزا لدور ومواقف وشعبية مروان البرغوثي، و "جنى البعض على أنفسهم براقش".
المصطادون في المياه العكرة، الذين يلتقون على محاصرة مروان البرغوثي، يدركون ما يتمتع به من شعبية في الشارع الفلسطيني، فهو المتجه ليتبوأ قمة المشهد السياسي الفلسطيني، وهي حقيقة باتت تدركها وتؤمن لها كل القوى في الاقليم والساحة الدولية، ورغم سطوعها سطوع الشمس الا أن رافق البرغوثي في مركزية فتح، لم يدركوا بعد هذه الحقيقة المؤكدة.
ولعل، تلاقي قيادات الحركة على أسس "مصالحية" و "شخصية"، هو الذي يجعلها مهددة من القوى الأخرى مما يضعفها ويشرع نوافذها أمام الارتباطات والاختراقات والاجندات الخارجية.