لا تقتصر المتاحف، علي عرض التحف والآثار والمجوهرات النادرة، فبخلاف تلك المتاحف التقليدية، عرف العالم العديد من المتاحف التي اكتسبت قيمتها وشهرتها من أنها تغرد خارج هذا السرب، فتكتسي بطابع الغموض أحيانًا وبالرعب أحيانًا وبالإثارة أحيان أخرى، وفي السطور القادمة لمحات عن أغرب عشرة متاحف في العالم.
1ـ متحف الخبز بألمانيا:
ويضم 18 ألف قطعة أثرية غالبيتها وجدت منذ آلآف السنين في مخابز كانت قائمة بالفعل، تجسد تلك القطع الأثرية الخبازين الألمان أثناء قيامهم بالمراحل المختلفة في صناعة الخبز، وهي الصناعة التي عرفتها ألمانيا منذ 6 آلآف عام خلت.
2ـ متحف "سوليباه" للمراحيض بالهند:
يقع في مدينة نيوديلهي ويعتبر أحد أبرز الوجهات السياحية بالهند، و تأسس سنة 1992 على يد المصلح والناشط الاجتماعي بيند سوار باتاك، بهدف عرض تاريخ المراحيض وكيف تطورها عبر الأزمان، كما يهدف إلى تسليط الضوء على مشاكل قطاع الصرف الصحي في الهند.
يحتوي هذا المتحف الذي تديره منظمة سولابة الدولية لشئون البيئة على مجموعة نادرة من القطع المرتبطة بالصرف الصحي، مثل الأواني والأثاث وأدوات الشطف والمراحيض التي تعود إلى 4500 سنة.
كما يقدم لمحة تلخص التطور التاريخي والتكنولوجي للحمامات إضافة إلى آداب المرحاض وظروفه الصحية وعادات وتقاليد استعمالاته على مر العصور، وفيه ستجد قصائد شعرية عن المراحيض وصور ولوحات عن كيفية تطورها على مدار الأزمان منذ أول مرحاض في العصر الحجري وحتى الآن.
3ـ متحف طوق الكلب ببريطانيا:
يقع في قلعة ليدز في كينت ببريطانيا، يزوره نصف مليون شخص سنويا من عشاق تربية الكلاب، يعرض هذا المتحف 130 طوقا للكلاب يرجع بعضهم إلى القرن الخامس عشر ميلاديا ، ويستعرض تاريخ طوق الكلاب منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
الهدف من إقامة المتحف التعريف، بأن الاهتمام بتربية الحيوانات وعلى رأسها الكلاب لم تكن في الآونة الأخيرة فحسب، وإنما يرجع تاريخها إلى أكثر من خمسة قرون ماضية من التاريخ الإنساني، لذلك يضم بين مقتنياته جميع أنواع وأشكال الأطواق العتيقة بما في ذلك الأطواق الحديدية والبرونزية والمدببة والمليئة بالمسامير لحماية كلاب الصيد من الذئاب والخنازير والدببة- التي تحرص على الهجوم على الكلاب عن طريق عض رقابهم- التي يرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر وحتى الأطواق الجلدية البراقة التي تعود للقرن الواحد والعشرين.
4ـ متحف السحر بإنجلترا:
أسسه الساحر الإنجليزي سيسيل وليامسون في مدينة كاسلتاونعام 1909، وتم نقله إلى يوستون شمال العاصمة لندن عام 1960، وهو مخصص لعرض تاريخ الساحرات و حكاياتهم على مر العصور، وفيه يستمتع الزائر بمشاهدة حيل الخداع البصري التي عمل بها السحرة في مختلف العصور، ومن أبرز السحرة الذين يكشف المتحف أساليبهم الساحر الصيني الشهير تشانغ لي سو.
5ـ متحف الشعر بتركيا:
أنشئ متحف شعر النساء سنة 1979 على يد صانع فخار تركي يدعى شيز غاليب، القصة يكما رويها الأتراك بدأت عندما فارق حبيب حبيبته لظروف خارجة عن إرادتهما، فما كان منها إلا أن قدمت له خصلة من شعرها كتذكار، لكن الحبيب لسبب ما لم يقبل الهدية وتركها لصديقه غاليب الذي وضعها في الطابق العلوي من دكان الفخار الذي يملكه.
لكن الأمر لم يتنتهِ عند هذا الحد، إذ تأثر صانع الفخار جداً بالحكاية وأخذ يقصّها مراراً وتكراراً على مسامع النسوة من زوار المدينة، وكان النسوة بعد سماعهن لقصة الحب الحزينة يقصصن خصلات من شعرهن ويعلقنها في دكان غاليب مع كتابة أسمائهن وعناوينهن.
مع مرور السنين اشتهر المكان وأصبح متحفا دوليا يقصده السياح من مختلف الجنسيات، ويحتوى الآن على أكثر من 16 ألف خصلة شعر لنساء من مختلف بلدان العالم، يضم المتحف إلى جانب خصلات الشعر التي تغطي الجدران والسقف بعض الأواني الفخارية.
6ـ متحف التعذيب في أمستردام:
تأسس سنة 1988 وهو عبارة عن قبو مظلم يشبه المقابر الجماعية، يحتوي على 40 آلة تعذيب كانت تستعمل في القتل أو الإجبار على الاعتراف، ويعد هذا المتحف أشهر متاحف العالم المخصصة لعرض أدوات التعذيب المختلفة التي تعكس التاريخ المظلم لأوروبا خلال القرون الوسطى.
ومن بين أبرز معروضاته قناع تهشيم الجمجمة، وكرسي المسامير، وتمثال حديدي يسجن داخله المعتقل، وبراميل الإغراق البطيء، والمشنقة، والمقصلة، وكذلك مقصات الثدي المخصصة للنساء اللائي لم يسلمن من التعذيب في هذه الفترة الحالكة من تاريخ الغرب.
كما يحتوي المتحف علي أدوات تعذيب كانت تستخدم قديما وتم جمعها من جميع أنحاء أوروبا ، وعلى كل جهاز تضع إدارة المتحف ورقة تعريفية بالكيفية التي كان يستخدم بها فيما مضى.
7ـ متحف التجسس الدولي بأمريكا:
تأسس المتحف سنة 2002 في العاصمة واشنطن، وهو المتحف الوحيد في العالم الذي يسلط الضوء على مهنة الاستخبارات والتجسس، والتي كان لها بالغ الأثر في التاريخ القديم، وما يزال لها تأثير كبير على مجريات الأحداث العالمية.
يعرض المتحف التاريخ العالمي للاستخبارات والدور الذي لعبه أكبر وأشهر جواسيس العالم، كما يقدم نماذج وصور وأفلام عن أهم معسكرات التدريب وأبرز عمليات التجسس السرية والتقنيات والاستراتيجيات والخطط التي وضعت منذ الحرب العالمية الأولى.
يحتوي على أكبر مجموعة من أدوات التجسس والسيارات والأقمار الصناعية، لذلك يحظى بإقبال جماهيري رغم غلاء تذاكر الدخول مقارنة ببقية متاحف العاصمة واشنطن المفتوحة مجانًا أمام الزوار، إذ يبلغ سعر تذكرة الفرد الواحد 21.95 دولار أمريكي، ومع ذلك تقول إدارة المتحف إنها تستقبل مليون زائر سنويا من مختلف جنسيات العالم، خاصة وأن الزوار يمكنهم دائمًا لمس المعروضات وتجريبها، ويتم تشجيعهم باستمرار على المشاركة، فثمة لافتة كبيرة عند المدخل تطلب من الضيوف أن ينظروا حولهم بحثا عن شيء مريب.
8ـ متحف الأمراض العقلية بأمريكا:
تم تأسيسه سنة 1967 في مستشفى قديم للأمراض العقلية بولاية ميسوري الأميركية، تعود الفكرة إلى جورج غلور أحد العاملين في قسم الأمراض العقلية والنفسية الذي صنع نماذج مصغرة تحاكي الأجهزة البدائية المستخدمة منذ القدم لعلاج الأمراض النفسية.
يعرض المتحف مجموعة مخيفة ومرعبة من النماذج التي توثق العلاج النفسي منذ قرون مثل عجلة عملاقة تدور 48 ساعة دون توقف كانوا يربطون المرضى بها وكرسي مهدئ للأعصاب يُربط إليه المريض مدة 6 أشهر متتالية وأحواض مياه جلدية.
الجولة داخل المتحف تدوم ساعة يستمع خلالها الزائر إلى صوت صراخ متواصل لمرضى لم يعد لهم أثر، لذلك يعتبر من أشهر متاحف الرعب في العالم ولا ينصح بزيارته لأصحاب أمراض القلب وما شابه.
9ـ متحف المقبرة بإيطاليا:
هذا المتحف يأخذ زائريه في رحلة إلى عالم الأموات، فمقتنياته المعروضة عبارة عن جثامين أموات بأفواه مفتوحة وأعين مقتلعة أو جاحظة، تنتمي الجثامين التي يعرضها المعرض كافة إلى الطبقة البرجوازية الثرية، لذلك تجدهم يرتدون ملابس وأحذية جميلة وربطات عنق وفساتين زفاف يغلب عليها طابع ملابس الأميرات.
يعود هذا المتحف الى القرن السادس عشر ويحتوى على 8 آلاف جثة محنطة لأثرياء مدينة "باليرمو" الإيطالية الذين عاشوا بين الفترة الممتدة بين القرنين 17 و19.
وعن قصة إنشاء المتحف تروج الأساطير الإيطالية إلى أن الكونت ديك ونيلا بنى تلك المقبرة تخليدًا لجثث زوجته وطلفه بعد تسبب مرض الملاريا في موتهما، ثم اتبعه بقية سكان بالارمو من الأثرياء فحنطوا هم أيضا موتاهم.
10ـ متحف الرمال باليابان:
تأسس عام 2006، يقع في مدينة نائية على الساحل الغربي من اليابان تدعى "تاتورى"، تحتل هذه المدينة المرتبة 39 من بين 47 مقاطعة في البلاد في اجتذاب السياح بفضل كثبانها الرملية المتموّجة والتي تمتدّ لحوالي 10 أميال على طول الساحل.
مقتنيات المتحف بالكامل عبارة عن منحوتات رملية، تتكون كل منحوتات المتحف من موضوعات رويات الأديب الإنجليزى وليم شيكسبير، المتحف الذي يعتبره الكثير من الأثريين أحد أغرب متاحف العالم، يزوره نصف مليون سائح سنويًا من جنسيات مختلفة.