2024-11-25 01:35 م

الهند توسع حضورها فى شرق افريقيا وتشعل المنافسة مع الصين وتركيا

2017-05-10
جاءت زيارة نائب الرئيس الهندي حميد أنصاري، التي قام بها إلى كل من رواندا وأوغندا، لتعكس استراتيجية طموحة يتبناها العملاق الآسيوي من أجل تعزيز وتقوية علاقاته وحضوره في شرق القارة الأفريقية عبر التوسع في إبرام صفقات تجارية وشراكات يتنافس فيها مع التواجد الصيني والتركي في الإقليم.

ترأس نائب الرئيس الهندي في زيارته إلى رواندا وفدا موسعا ضم مسؤولين ووزراء حكوميين ورجال أعمال، ووقع خلال الزيارة 3 اتفاقيات لتدعيم الروابط الثنائية بين البلدين، معلنا في ختام زيارته أن الهند ستفتتح لها ممثلية في كيجالي.

وبرزت زيارة المسؤول الهندي البارز التالية إلى أوغندا لتكشف ميلاً أكبر من جانب نيودلهي لتثبيت أقدامها في منطقة شرق أفريقيا وتعزيز حوارها مع بلدان المنطقة، لافتا إلى أن مباحثات بلاده في أفريقيا تستهدف التركيز ودعم التجمعات الهندية التي تعتبر محركاً جوهرياً للشراكة الهندية في القارة الأفريقية.

وفي كلمة ألقاها أمام الجالية الهندية في رواندا، أكد نائب الرئيس الهندي أن العلاقات الطيبة التي تجمع الهند بأفريقيا لن يستفيد منها الهنود المغتربون فحسب، بل ستسهم أيضاً في تحفيز التجارة وتطوير الشراكات بين الهند والدول الأفريقية، معتبراً "أن رواندا تمثل منصة أعمال رائعة للشركاء الهنود لزيادة حضورهم وقدراتهم في أجزاء أخرى من أفريقيا" والمعروف أن هناك أكثر من 3 آلاف هندي يعملون في رواندا.

كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد أعلن في عام 2015 خطة بلاده لتقديم قروض ميسرة للبلدان الأفريقية بقيمة 10 مليارات دولار لتعزيز النمو في أرجاء القارة، وهي الخطوة التي نظر إليها المراقبون بأنها تستهدف منافسة الصين في الملعب الأفريقي.

وأعلن مودي عن خطة القروض الميسرة السخية أثناء انعقاد القمة الهندية الأفريقية قبل عامين، التي شارك فيها أكثر من 40 من القادة والزعماء الأفارقة، وأعلن خلالها خط الائتمان الجديد للقارة بقيمة المليارات العشرة، التي تتكون من 4ر7 مليار دولار في صورة قروض ميسرة إضافة إلى 2ر1 مليار أخرى كقروض متنوعة.

وفي عام 2015، تأسس صندوق التنمية الهندي الأفريقي، باستثمارات 100 مليون دولار، كما جرى تأسيس الصندوق الصحي الهندي الأفريقي برأسمال معلن 10 ملايين دولار، وتعهدت نيودلهي بتقديم خط ائتمان قيمته 120 مليون دولار لدعم مشروعات القيمة المضافة في القطاع الزراعي في البلاد.

وينظر مراقبون إلى السخاء والتركيز الهنديين الأخيرين بأنهما يجسدان استراتيجية طموحة لنيودلهي للدخول إلى عالم الموارد الطبيعية داخل أفريقيا في خطوة تنافس فيها الحضور الصيني المتنامي، والنفوذ التركي بمصالحه المتزايدة في القارة.