2024-11-25 09:32 م

البنية التحتية الصينية لأفريقيا

2017-05-10
بقلم: ديفيد بايلينج
يعيش ماكسويل زيكين، البالغ من العمر 16 عاماً، فى مقاطعة نيمبا الريفية فى ليبيريا، وعندما سُئل عن أين يحلم أن يدرس؟.. أجاب: «أريد أن أدرس الهندسة فى الصين، وأعود إلى ليبيريا لبناء طرقنا ومدننا، ويقولون إننى ينبغى أن أزور سور الصين العظيم، وأشعر بالأسف أن بلدى لم يبن واحداً مثله».
وتحب الحكومات الغربية، أن تتخيل أنها تمتلك كل القوة الناعمة فى أفريقيا.
فبعد كل شيء، وإذا وضعنا جانباً 100 عام أو نحو ذلك من الافتراس الاستعمارى، تقدم هذه الحكومات منذ عشرات السنوات الإغاثة فى حالات الطوارئ، وتدعم الصحة، والتعليم، وشفافية المؤسسات. والأهم من ذلك، إنها حكومات ديمقراطية والأولى بالمحاكاة.
وكما يقولون، الصين لا تضمر مثل هذه النوايا الحسنة، فقد عززت وجودها فى أفريقيا من خلال انتزاع واضح للعيان للموارد والنفوذ. وبالفعل، بنت الصين طرقاً، وسككاً حديدية، وملاعب رياضية، ومطارات عبر أفريقيا.
لكن وفقاً للأحاديث الكاذبة، فإن هذه المشروعات ذات جودة منخفضة، وتهمش الأفارقة لأنهم يستخدمون عمالاً صينيين فى الأساس.
ومشكلة هذه الأحاديث – حتى فى حال كانت صحيحة فى وقت من الأوقات – أنها قديمة للغاية، وبالطبع، لا تحتاج إلى الذهاب بعيداً فى أفريقيا لكى تستمع إلى شكوى الأفارقة من الصين، التى تلام على كل شيء بدءاً من ثراء الديكتاتوريين، وتدمير الصناعات المحلية، إلى إغراق الحكومات فى دائرة جديدة من الديون.
ومع ذلك، هناك قصة أخرى وأكثر قوة تُحكى، وهى أن الصين لاعب إيجابى فى الغالب، ولديه سجل من إنجاز الأشياء، عكس الغرب.
ويقول المحرر فى صحيفة «هوت بيبر» الليبيرية، فيليبيرت بروان، إن الصين تحصد إعجاب الشعب، فقد بنت فى ليبيريا طرقاً، جودتها ليست منخفضة. كما تنفذ حرماً جديداً فى جامعة ليبيريا.
وأضاف أن الليبيريين يرون ما تنفقه من أموال هنا، ولكنهم لا يرون ما تنفقه أمريكا. فبالطبع، يعد الصينيون هم الفائزين فى أفريقيا.
وتسمع، أيضاً، حديثاً مشابهاً فى كينيا، إذ توشك شركة صينية حكومية على الانتهاء من خط سكك حديدية من المحيط الهندى إلى العاصمة نيروبى، وسينتهى فى أوغندا وربما رواندا.
وتعرض هذا الخط لانتقادات واسعة لتكلفته العالية. لكن الكينيون يقدرون هذا المشروع الذى يتم تنفيذه وفقاً لجدول، ويبدو حديثاً وحضارياً، وسيقلل وقت الشحن والسفر.
وعلاوة على ذلك، ووفقاً لموجز سياسى أعدته مبادرة أبحاث الصين – أفريقيا، فى جامعة جونز هوبكينز، تنعكس مشاركة الصين الأكثر وضوحاً فى انتعاش التجارة والاستثمار.
ويبرز أحد الأرقام بوضوح.
فمنذ عام 2000 إلى 2015، قدم بنك التصدير والاستيراد الصينى 63 مليار دولار من القروض إلى أفريقيا، مقارنة بـ1.7 مليار دولار من قبل بنك التصدير والاستيراد الأمريكى.
وساهم البنك الصينى فى مشروعات فى كل دول أفريقيا تقريباً البالغ عددها 54 دولة، فى حين لم يقدم البنك الأمريكى قروضاً سوى لـ5 دول فقط.
ولا تولد الأموال والخرسانات بالضرورة سمعة حسنة، ففى غانا، يُتهم المواطنون الصينيون بعدم احترام قوانين التعدين المحلية.

وفى زامبيا، حيث يعيش 100 ألف صينى، يتهم الساسة المحليون بكين بالاستهزاء بقوانين الهجرة الوافدة من خلال إرسال عمالة غير ماهرة.
والصين لديها لاعبون كثر ليسوا على نفس الدرجة من القرب من الحكومات عبر القارة، لذا فإن رسم صورة موحدة أو تحديد استراتيجية واضحة للشركات الصينية ليس سهلاً دائماً.
ومع ذلك، لا يتطلب الأمر الكثير لكى ترى أن صورة الصين أفضل مما يعتقد العديد من الغربيين. وبالتأكيد لا توجد دولة تنخرط فى قارة بهذا النطاق الواسع دون إثارة بعض اللغط وصنع أعداء، ولكن الصين تصنع صداقات أيضاً.