2024-11-27 11:25 م

"جعبة ترامب" .. "رزمة" لحل الصراع بانتظار الرئيس عباس

2017-04-29
القدس/المنـار/ بداية شهر أيار القادم يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى العاصمة الأمريكية للقاء الرئيس دونالد ترامب، وكان قد سبقه الى ذلك رؤساء وزعماء دول عربية، ورئيس وزراء اسرائيل، وكانت ادارة ترامب قد بعثت بمطالب واسئلة على شكل رسائل الى القيادة الفلسطينية، وانتظرت أجوبتها فترة من الوقت، وحرصت هذه القيادة أن تسلك مسار البعد عن التفصيل في الرد عليها، انتظارا للقاء الثالث من شهر أيار القادم.
وطبيعة هذه الاسئلة، تؤكد أن واشنطن، لن تكون سهلة في التعاطي مع الوفد الفلسطيني، الذي سيصل الى هناك، وهذا احراج كبير للقيادة الفلسطينية، يدل على أن ادارة ترامب قد تكون قد أخذت بتقارير مرسلة من تل أبيب وعواصم عربية.
زيارة الرئيس عباس الى واشنطن، مفصيلة، وستكون لها تداعياتها وعليها ستبني الكثير من أسس التحركات بشأن حل القضية الفلسطينية، بمعنى أن النتائج المترتبة عليها عديدة، وهامة وخطيرة، ما دامت هناك جدية في ولوج مسار الجهود لايجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لا شك سيأخذ بالحسبان التطورات في المنطقة والعلاقة الحميمية بين واشنطن وتل أبيب، وانهزامية وضعف وارتباطات انظمة عربية، تسعى منذ مدة طويلة لأن تكون القضية الفلسطينية جسرا لها للعبور تطبيعا وتحالفا مع اسرائيل واشهارا لعلاقات سرية خفية متطورة مع تل أبيب.
الأنباء التي نقلتها مصادر دبلوماسية في واشنطن لـ (المنـار) تفيد بان ترامب سيملي على عباس، ما يراه ضروريا لانجاز حل للصراع، وبدهي حسب المصادر أن لا يأخذ هذا الحل في الحسبان عدالة القضية الفلسطينية، وهنا، فان الرئيس الفلسطيني سيوضع في موقف صعب للغاية، خاصة وأن الانباء القادمة من واشنطن، تؤكد أن الادارة الامريكية معنية بادارة ذاتية تحت اسم دولة فلسطينية مؤقتة لعشر سنوات، ثم تعلن كونفدرالية مع الاردن، وذلك من خلال استئناف سريع للمفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بدون شروط مسبقة، وبالنسبة لقضية اللاجئين وحق العودة، تفيد المصادر أن ترامب سيخبر الوفد الفلسطيني بأن عملية توطين اللاجئين، قد بدأت بالفعل وممولة من دول عربية، وسيحرص الرئيس الامريكي على التركيز على تعزيز الأمن الاسرائيلي والطلب من عباس بوقف ما أسمته المصادر بالتحريض ومحاصرة القوى المتشددة، ووقف أعمال العنف.
وتضيف المصادر أن الرئيس الامريكي سيطلع الرئيس الفلسطيني على جهود الولايات المتحدة لعقد مؤتمر اقليمي للسلام برعاية واشنطن تتمخض عنه صيغة حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، هذا بالاضافة الى تعهده بمواصلة دعم الفلسطينيين ماليا، وسيكون للوضع في غزة حيزا في محادثات الرئيسين، وقد يعطي ترامب اشارة مباركة أو بدء، لاستعادة الحكم في القطاع بدعم عربي ودولي، بعد الاعلان عنه اقليما متمردا، وهذا ما تدفع باتجاهه جهات في الاقليم واسرائيل في الباطن.
ويرى المراقبون والمحللون أن الرئيس عباس سيوضع أمام خيارين، اما القبول بـ "الرزمة" كاملة التي سيطرحها الرئيس الامريكي، وهي لن تكون مقبولة على الشعب الفلسطيني ومرضية له، وانما في صالح اسرائيل، واما أن يرفض عباس هذه الرزمة أو أجزاء منها.. وهنا، ستنهال الضغوط عليه، حتى وان طلب مهلة للرد عليها، والعودة الى المؤسسات الفلسطينية، فلن يكون الرد بالايجاب، عندها، تبدأ أشكال الحصار المختلفة، واشعال الفوضى والعنف بمشاركة قوى اقليمية ودولية، وبمشاركة من اسرائيل.
لذلك، يفيد المراقبون بضرورة أن تبحث القيادة الفلسطينية عن خيار آخر، تقنع به الرئيس الأمريكي والمؤسسات الامريكية، فحكم القيادة على المحك، دون أن تغفل بأن هناك من القوى الكثير التي تخطط لاسقاطها وتنصيب قيادة جديدة تقبل بكل ما يطرح عليها.