الاحتلال الاسرائيلي، ماضٍ في تعنته، يرفض المطالب العادلة للأسرى، ويصر على مواصلة احتلاله.. احتلال يواصل بلا جدوى محاولات كسر صلابة أسرى الحرية، وعندما أعلن الاسرى اضرابهم عن الطعام، انطلق قادة الاحتلال تهديدا ووعيدا، ومنهم، من تشدق وقال: "ليموت هؤلاء الأسرى".. هذا الموقف الاسرائيلي، وباعتراف الكثير من المحللين المتابعين يدفع باتجاه صدام واسع يكسر قواعد اللعبة والاشتباك، وهؤلاء المحللون يرون أن بقاء اسرائيل على هذا الموقف المتعنت من مطالب الاسرى العادلة، وفي ظل التضامن الشعبي الواسع والمؤثر، يعني أن انتفاضة ثالثة ستندلع، انتفاضة نوعية، تستخدم فيها كل أشكال السلاح والمقاومة، واذا ما حدثت ووقعت ضحايا في صفوف الأسرى، واستشهد بعضهم، فان المنطقة، وبشكل خاص، ساحة الصراع تكون أبوابها قد انفتحت على المجهول.
كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن هناك انتفاضة ثالثة قادمة، وهذه الانتفاضة ستكون مؤلمة واسعة وشاملة أكثر حدة من سابقاتها، انتفاضة ستمتد نيرانها الى ساحات مجاورة، تنسف معادلات، وتصيغ أخرى، ولها تداعيات خطيرة، تعيد الى القيادة الاسرائيلية صوابها، بعد أن فقدته منذ زمن بعيد.
ومن هنا، هناك اتصالات واسعة تقوم بها اسرائيل مع جهات وأطراف في المنطقة لضبط الأمور، وابقائها تحت السيطرة، هذه الاتصالات تتم مع دول وقوى، تخشى على أهدافها ومصالحها، في حال اندلعت الانتفاضة الثالثة.
الاضراب يقترب من دخوله الاسبوع الثالث، بمعنى أن الحالة الصحية وتأثيرات الاضراب عن الطعام، قد دخلت مرحلة حرجة، ومع استمراره، يقترب موعد اندلاع الانتفاضة الثالثة، وتذوب مع انطلاقها كل المحاذير والضوابط، فالامور والاوضاع ستخرج عن السيطرة، ويدخل السلاح ساحة المواجهة، والتداعيات ستكون صعبة ومؤلمة، وستهتز أيضا كل الجهود المنادية والداعية لاستئناف المفاوضات.