2024-11-26 06:47 م

صحيفة :الفضل في تحسن العلاقات المصرية - السعودية يعود لترامب الذي وبخ محمد بن سلمان في واشنطن !!

2017-04-24
لماذا يتصدر الملف السوري وليس الاقتصاد زيارة الرئيس السيسي للرياض؟ وماذا يريد ترامب من زعيمي البلدين؟ وما هي عناصر الخطة التي طرحها وزير الدفاع الأمريكي عليهما؟ ومن يجر الآخر لموقعه.. السيسي ام سلمان؟   اذا كان هناك فضل لاحد في “تحسن” العلاقات المصرية السعودية بعد عام من التوتر والحملات الإعلامية، فهو يعود الى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي يريد ان يجعل من البلدين أرضية صلبة لتحالف عربي سني يتصدر المنطقة، ويتعاطى مع قضاياها الإقليمية المتوترة في سورية واليمن والعراق، الى جانب القضية الأهم وهي مواجهة النفوذ الايراني السياسي والعسكري “المتمدد” في المنطقة، وربما القضية الفلسطينية من منظور إسرائيلي امريكي.   من هنا يمكن القول ان هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي الى الرياض،  هي الثمرة الأولى لهذه الرغبة، او الخطة الامريكية، حيث من المتوقع ان تعطي أولوية، وللمرة الأولى، للملفين السوري والإيراني اللذين سيتقدمان على ملف القضايا المالية والاقتصادية، مثلما كان عليه الحال في الزيارات السبع الماضية للرئيس المصري للرياض في اقل من ثلاثة أعوام، من بينها خمس في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تولى العرش قبل عامين تقريبا.   الرئيس ترامب، وحسب تسريبات إخبارية، عبر عن استيائه من “العقاب” السعودي لمصر اثناء زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، ونجل العاهل السعودي، الى واشنطن في الشهر الماضي، وترددت انباء ان الرئيس ترامب “وبخ” ضيفه بن سلمان، وطلب منه استئنافا فوريا للعمل بالاتفاق النفطي بين البلدين الذي ينص على ارسال السعودية 750 الف طن من النفط لمصر شهريا لمدة خمس سنوات مقابل 15 مليار دولار، وكان للرئيس الأمريكي ما أراد، بعد توقف استمر حوالي ستة اشهر.   الخلافات السعودية المصرية حول ملكية جزيرتي “صنافير” و”تيران” في مدخل خليج العقبة معروفة، وهي ملكية عادت الى السيادة السعودية باتفاق رسمي وقعه البلدان اثناء زيارة العاهل السعودي الملك سلمان الرسمية “اليتيمة” الى القاهرة في أيار (مايو) الماضي، ولكن القضاء المصري طعن في هذه الاتفاقية، واكد مصرية الجزيرتين، ولا نعتقد ان أيا من الطرفين، المصري والسعودي، يريد التطرق الى هذه المسألة لتجنب التصعيد، لما لها من حساسية شعبية مصرية وسعودية، كل حسب موقفه، اثناء هذه الزيارة.   لا شك ان الرئيس السيسي، الذي رافقه وفد كبير من الوزراء وخبراء البنك المركزي، يتطلع الى مساعدات مالية والمزيد من الاستثمارات السعودية، ولكن الخزينة السعودية مثقلة بالديون المحلية والدولية، بعد انخفاض أسعار النفط، وتراجع العوائد، وانكماش الاحتياطي المالي السعودي الى حوالي 400 مليار دولار، أي بمعدل النصف تقريبا، واضطرار المملكة الى تقديم وعود باستثمار 200 مليار دولار في مشاريع البنى التحتية  الامريكية، اثناء زيارة الامير بن سلمان لواشنطن، وارضاء للرئيس ترامب، وتجاوبا مع ابتزازه، وكذلك توقيع اتفاقات باستثمار 65 مليار دولار في الصين اثناء جولة الملك سلمان الآسيوية، التي شملت ست دول بينها الصين، وحوالي 16 مليار أخرى في كل من اندونيسيا وماليزيا، وبضعة ملايين للاردن.   الجديد والمهم، الذي يمكن ان يتصدر مباحثات الرئيس المصري مع مضيفه السعودي في اعتقادنا، هو الملفان، السوري والإيراني، وهناك انباء تفيد ان جميس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، الذي زار عاصمتي البلدين قبل أيام، والتقى قيادتيهما، عرض خطة لحل الازمة السورية ستتم مناقشتها في القمة السعودية المصرية.   مصر، وعلى عكس النظام السعودي، تعارض اطاحة النظام السوري، وكان لافتا رفضها قبل أسبوعين ادانة هذا النظام باستخدام أسلحة كيميائية في بلدة خان شيخون، ومطالبتها بتحقيق دولي مستقل، في تناقض كامل مع الموقفين الأمريكي والسعودي، وما زال من غير المعروف ما اذا كانت مصر، وبعد زيارة الرئيس السيسي، ستقترب اكثر من الموقف السعودي، او ستحتفظ بموقفها الاستراتيجي الرافض لاسقاط النظام لتجنب ما حدث في ليبيا واليمن والعراق؟   الرئيس السيسي تحدث ملمحا عن التدخل الإيراني في الشؤون العربية، ولكنه لم يسم ايران بالاسم، اثناء خطابه في قمة عمان العربية، بينما تشهر السعودية سيف العداء لإيران، وتقوم بعملية تحشيد للعرب السنة ضدها، فهل يعود الرئيس السيسي الى القاهرة معلنا موقفا معاديا لإيران إرضاء لمضيفه السعودي، وتدشينا لقيام المحور السني الذي يتطلع اليه ترامب ضد ايران وهلالها الشيعي؟ زيارة الرئيس السيسي تستغرق يومين، ونعتقد انها ستكون محورية، ربما تضع حدا للسياسات السعودية “الحرود” تجاه مصر، وتخفف من حدة التعاطي مع مصر “بفوقية”، او موقع المانح للممنوح، فالعام الماضي الذي تصاعد فيه الخلاف ربما قدم دروسا مهمة للطرفين في هذا المضمار.   مرة أخرى سننتظر النتائج، ولن نتمادى في اطلاق الاحكام المسبقة، لكن نشم رائحة طبخة مصرية سعودية توشك على النضج تتعلق باليمن وسورية وايران بإشراف امريكي.. والأيام بيننا. 
المصدر : راي اليوم