يعتقد بعض العلماء أن الشيخوخة ظاهرة طبيعية يعانى منها جميع الكائنات الحية، لا يُمكن مقاومتها بأى حال من الأحوال، فيما يرى آخرون أن الشيخوخة مجرد مرض يُمكن علاجه، وقد أتخذ العلماء طُرق مختلفة لمقاومة الشيخوخة، فالبعض يتوقع أن مجرد إبطاء العملية هدف كبير، فيما يرى آخرون إن وضع حد نهائى لعملية الشيخوخة قد يكون الخطوة نحو إنسان خالد لا يفنى.
من ضمن العلماء الذين يعتقدون أن مقاومة الشيخوخة ممكنة، الدكتور «أليكس زافونكوف» الحاصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء الحيوية، ودرجة الماجستير في التكنولوجيا الخلوية، وهو مدير مؤسسة الأبحاث الحيوية ببريطانيا، ورئيس مختبر الطب التجديدي في مركز هيماتولجي للأطفال، كما إنه أستاذ لعلوم المناعة بمعهد الفيزياء والتكنولوجيا في موسكو، والذى يرى أن الخلود البشرى «لم يعد حلمًا بعيد المنال».
وبحسب حوار بثه موقع ليف ساينس فإن «زافونكوف» يرى أن بطوير العقاقير التي يُمكنها معالجة أمراض الشيخوخة خطوة على طريق البحث عن دواء «يحفظ من الموت».
وقال «أليكس زافونكوف» إن مؤسسة الأبحاث الحيوية التي يترأسها ستقوم ببناء نظام شامل لرصد حالة صحة الإنسان وتصحيح أي انحرافات عن الحالة الصحية المثالية، مشيرًا إلى أنه وفي خلال 5 سنوات من الآن، سيظهر ذلك النظام.
يستخدم العلماء أحدث التقنيات التي يوفرها العلم لإبطاء معدلات الشيخوخة، من ضمن تلك التكنولوجيات استخدام الخلايا الجذعية جنبًا إلى جنب مع تقنيات التعديل الجيني، ويُعول «أليكس» المتخصص في الفيزياء الحيوية على الاختراقات الحادثة في مجال الطب الشخصي، مشيرًا إلى أن التقدم الحادث في ذلك المجال سيمكن العلم من ابتكار أدوية جديدة ستعمل على تصحيح الطفرات المُسببة للشيخوخة، مشيرًا إلى أن العلماء في جميع أنحاء العالم يعملون على قدم وساق للتوصل إلى علاج جذرى لمشكلة التقدم في العمر الحادث على المستوى الخلوى.
تقول منظمة الصحة العالمية إن الشيخوخة تحدث نتيجة تأثير تراكم مجموعة متنوعة من الأضرار الجزيئية والخلوية بمرور الوقت، ويؤدي ذلك إلى انخفاض تدريجي في القدرات البدنية والعقلية، وتزايد احتمالات المرض والوفاة في النهاية، وتؤكد المنظمة أن تلك التغيرات ليست تغيرات خطية ولا ثابتة، وصلتها بعمر الفرد بالسنوات صلة غير قوية فحسب، فبينما يتمتع بعض من تبلغ أعمارهم 70 سنة بصحة جيدة وبأداء جيد إلى أبعد حد فإن آخرين في سن 70 سنة يعتريهم الوهن ويحتاجون إلى مساعدة الغير.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن البشر أصبحوا يعيشون أطول من ذي قبل في جميع أنحاء العالم. واليوم، وللمرة الأولى في التاريخ، يمكن أن يتوقع معظم الناس أن تتجاوز أعمارهم الستين سنة وأكثر، ومن المتوقع أن يزيد مجموع عدد سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر من 900 مليون نسمة في عام 2015 إلى ملياري نسمة بحلول عام 2050. واليوم يبلغ عدد من وصلت أعمارهم إلى 80 سنة فأكثر 125 مليون نسمة. وبحلول عام 2050 سيوجد عدد كهذا تقريباً (125 مليون) في الصين وحدها، وعدد 434 مليون نسمة في هذه الفئة العمرية على نطاق العالم. وبحلول عام 2050 ستعيش نسبة80% من جميع المسنين في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ويشير «أليكس زافونكوف» إن تطور وسائل الرعاية الطبية تسبب في ارتفاع معدل الأعمار في البشر، فبينما كان الإنسان يعيش بالكاد حتى الثلاثين، أصبح المعدل اليوم يقترب من الـ70 عاماً قائلاً «لدينا الآن تكنولوجيات ذات مصداقية قد تتطور لوقف عملية الشيخوخة نهائيًا» مشيرًا إلى أن هناك أدوية موجودة بالفعل في الأسواق قد تزيد العمر إلى 20 عاماً كاملة إلا أنه يعود ويؤكد أن الهدف الرئيسي ليس مجرد الابطاء من عملية تشيخ الخلايا، بل وقفها تماماً.
ووفقًا لدراسة حديثة، قد يستغرق الوصول لعلاج جديد لوقف عملية الشيخوخة 17 عامًا، إلا أن المشكلة الرئيسية قد تكون في سعره، الذي سيصل إلى نحو 2 مليار دولار «حوالى 37 مليار جنيه مصري».