القدس/المنـار/ الغارات البربرية التي شنها الطيران الامريكي الفرنسي على مدينة الموصل حيث تدور معركة تحرير المدينة من قبضة عصابة داعش الارهابية، تؤكد عدم رغبة التحتالف الغربي في انجاز عملية تحرير المدينة، وذلك في اطار خطة فرض ترتيبات معينة في العراق بعد تحرير الموصل، وحسب دوائر سياسية مطلعة فان واشنطن عملت خلال السنوات الماضية على تأخير استعدادات التخلص من العصابة الارهابية التي سيطرت على عدة محافظات، لأنها لم تنه المهمة التي أوكلتها للعصابة المذكورة.
وعندما نجحت القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي في تحرير بعض المدن، واتجهت الى معقل العصابة الاخير في الموصل، سارعت طائرات التحالف الى قصف عشوائي همجي على أحد الأحياء السكنية غرب المدينة وسقط المئات جراء هذا القصف، والهدف الاساس هو تأخير تحرير المدينة بالكامل والمئات من المواطنين سقطوا بفعل الغارات الوحشية التي شنتها طائرات التحالف، لأغراض تعمل واشنطن على تحقيقها، ترتيبات وتعزيز نفوذ وتواجد امريكي على أرض الرافدين، والامساك بثروات البلاد، وعندها، تكون ادارة دونالد ترامب، قد وفرت لعصابة داعش الخروج بأمان، وتحريك ارهابييها الى هدف آخر وفي ساحة أخرى، والاكثر توقعا هي الساحة السورية.
لقد أعلن ترامب صراحة، أنه كان من الخطأ الانسحاب الامريكي من العراق وبالتالي، الحرب ضد داعش لا تعني خروج صنيعة الولايات المتحدة، وانما استبدال هذه العصابة الارهابية بتواجد عسكري أمريكي على الارض العراقية، يكون الغطاء لنهب ثروات هذا البلد الذي احتلته الولايات المتحدة سنوات عدة.
ان استهداف الطائرات الغربية للمواطنين في الشطر غير المحرر في الموصل وسقوط المئات منهم، رأت فيه الولايات المتحدة طريقا لابطاء عملية تحرير المدينة، وكذلك لاثارة الفتن في الموصل مما يهيء الارضية اللازمة للترتيبات الجديدة، واشعال معارك طائفية ومذهبية، وهكذا الامر بالنسبة للقصف الذي تنفذه واشنطن في سوريا.