2024-11-24 10:55 م

رجل الاستيطان سفيراً أميركياً في تل أبيب

2017-03-25
محمد بدير
صادق مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ضئيلة، أمس، على تعيين ديفيد فريدمان سفيراً جديداً للولايات المتحدة في إسرائيل. وبدا أن التصويت على فريدمان داخل المجلس اتّخذ منحىً حزبياً، إذ صوّت 52 سيناتوراً لمصلحة تعيين فريدمان، هم خمسون جمهورياً وسيناتوران اثنان ديموقراطيان، فيما عارض التعيين 46 سيناتوراً ديموقراطياً. ويُعدّ تصويت مجلس الشيوخ مصادقةً نهائية من قبل الكونغرس الأميركي على تعيين فريدمان في منصبه الجديد، وذلك بعدما ترافق ترشيح رجل الحقوق اليهودي لتمثيل بلاده في تل أبيب مع سجالاتٍ واسعة خاضها مرحبون ومنتقدون للترشيح.

وعمل فريدمان لنحو ثلاثة عقود محامياً للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل انتخابه. ومع اختياره سفيراً في إسرائيل بعيد فوزه بالانتخابات، قال ترامب «إن علاقات فريدمان القوية مع إسرائيل ستشكل أساساً لمهمتة الدبلوماسية وستكون ذخراً ضخماً لدولتنا في وقت نتطلع فيه إلى تعزيز العلاقات مع حلفائنا».
ويعتمر فريدمان القلنسوة اليهودية، في دلالة على تدينه، وهو معروف بمواقفه اليمينية الصريحة المؤيدة للاستيطان الإسرائيلي، بل إنه شغل على مدى سنوات منصب رئيس منظمة «أصدقاء بيت إيل» الاستيطانية في الولايات المتحدة. وفي الأعوام الأخيرة، كتب فريدمان مقالات عدة في موقع «عروتس 7» التابع للمستوطنين، أعرب فيها عن رفضه الحاسم لـ»حل الدولتين»، معتبراً أنه «لم يكن هناك أبدا شيء اسمه حل الدولتين، وما يوجد فقط هو سردية الدولتين». وعند ترشيح ترامب له، أعلن فريدمان أنه يتطلع إلى القيام بممارسة مهمته الدبلوماسية الجديدة «انطلاقاً من السفارة الأميركية في العاصمة الأبدية لإسرائيل: أورشليم».
وعند إعلان ترشيحه، أعلنت جهات أميركية وإسرائيلية اعتراضها عليه، ورأت أن فريدمان شخصية «راديكالية غير مناسبة»، في حين أيدت جهات يمينية الترشيح، واعتبرت أن الرجل «شريك حقيقي في الاستيطان». لكن فريدمان عدّل خلال جلسات الاستماع التي خصصت لبحث تعيينه في الكونغرس بعض مواقفه السابقة، وقال إنه يؤيد «حل الدولتين، إذا كان هذا ما يريده الجانبان، لكن الأمر ليس ممكناً». كما تعهد أمام مجلس الشيوخ بأنه لن يدخل المسجد الأقصى، وسيزور الضفة الغربية فقط إذا سمحت تعليمات وزارة الخارجية الأميركية بذلك. أما في ما يتعلق بالجولان السوري المحتل، فلم يجد فريدمان حرجاً في القول إن وجود إسرائيل فيه وإعلانها السيادة عليه أمر حسن، «وإلا لكان داعش هناك اليوم». ورحب أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، بالمصادقة على تعيين فريدمان، وقال: «سوف نستقبله بحرارة وتقدير كبير بوصفه ممثلاً للرئيس ترامب وصديقاً بارزاً لإسرائيل».