وما يثير العديد من علامات الاستفهام، التوقيت الذي أطلقت فيه السفيرة الاسرائيلية تصريحاتها، فهو يجيء عشية انعقاد القمة العربية في عمان، وبعد تنفيذ أحكام الاعدام في عدد من الارهابيين، وما تردد عن لقاءات سرية أردنية سورية في الميدان الأمني، وجهود بعض عواصم المنطقة لدعوة سوريا بالمشاركة في القمة العربية، ولهذا التوقيت أهدافه واسبابه، ولتصريحات السفيرة أغراض خبيثة، لكن، الأخطر بالنسبة لهذا الموضوع، هو هذا التدخل المريب، لفرض ظلال مزعجة، يخفي وراءه، خطوات شر مرتقبة من جانب اسرائيل، وليس شرطا أن تظهر اسرائيل علانية في تنفيذ ذلك، فلديها عواصم عربية تحولت الى أدوات في يد الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، تركيا ودول خليجية، وهناك مجموعات ارهابية باتت مرتبطة بهذه الأجهزة، توكل اليها مهمة تنفيذ أعمال تخريبية، تزعج الاستعدادات الاردنية لاستضافة القمة العربية، خطوات اسرائيلية، قد تلصق مسؤوليتها بقوى وجهات هي بعيدة كل البعد عما قد يقع.
ان تصريحات السفيرة الاسرائيلية، ليست "زلة لسان" وانما هي مقصودة ومتعمدة ومدروسة استخباريا، تفرض حذرا كبيرا متزايدا من جانب الأردن شعبا وقيادة، وأن تعمل عمان على الخروج بقمة ناجحة، بقرارات جادة صادقة، تعالج الوضع العربي المتردي وأن تعيد للقضايا المركزية أولويتها وأهميتها.