2024-11-25 04:36 م

الملك السعودي في اليابان... وعين طوكيو على أسهم «أرامكو»

2017-03-14
بعد نحو نصف قرن منذ آخر زيارة لملك سعودي لليابان، وصل الملك سلمان إلى طوكيو أمس، لتكون المحطة الرابعة ضمن الجولة الآسيوية التي بدأها الشهر الماضي من ماليزيا.
قادماً من أندونيسيا، استقبل سلمان في مقر إقامته بالعاصمة اليابانية، أمس، وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا، وحاكمة طوكيو يوريكيو كويكي، ووزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني هيروشيغي سيكو.

ووفق وكالة الأنباء السعودية، استعرض سلمان وكيشيدا «العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومستجدات الأحداث الإقليمية والدولية»، في حين بحث مع سيكو «مجالات التعاون الاقتصادية والتجارية والصناعية بين البلدين».
كما التقى الملك السعودي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وشهد الطرفان على توقيع عدد من مذكرات التفاهم في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية والثقافية والرياضية والصحية.
ومن ضمن اتفاقات التعاون الاقتصادي التي تمّ توقيعها، اتفاق حول تشكيل لجنة مشتركة لدراسة إدراج أسهم من شركة النفط العملاقة «أرامكو»، أكبر شركة نفط في العالم، في بورصة طوكيو. وحثّ رئيس الوزراء الياباني سلمان على دعم إدراج أسهم الشركة في بورصة بلاده، التي تتنافس مع المراكز المالية في آسيا على الطرح العام الأولي لخمسة بالمئة من أسهم «أرامكو».

وفي حين تُعتبر اليابان ثالث أكبر شريك تجاري للمملكة، إذ تزوّد الأخيرة طوكيو بأكثر من 35 في المئة من وارداتها النفطية بقيمة تتجاوز 4.45 مليارات دولار سنوياً، فيما تصل قيمة الصادرات اليابانية للمملكة إلى نحو 7.5 مليارات دولار سنوياً. ووفق الخبراء، من المستبعد أن تحصل طوكيو على الموافقة في ظل المنافسة الآسيوية القوية، وخاصةً من جانب الصين التي تقدّم المشورة المالية لـ«أرامكو» في ما يتعلّق بالطرح المرتقب العام المقبل. ويشير هؤلاء إلى أنّ المستثمرين اليابانيين أقل انفتاحاً على شركات الطاقة مقارنةً بالقطاعات الأخرى، مثل التكنولوجيا.
والطرح الأولي هو جزء رئيسي من «رؤية 2030» التي تتبناها المملكة، والتي تهدف إلى تنويع موارد اقتصاد البلاد وتقليص اعتمادها على النفط. وفي هذا السياق، اتفق الجانبان على بحث إنشاء «منطقة اقتصادية خاصة» في السعودية لتنفيذ «عشرات المشاريع المشتركة»، وعلى إعداد دراسة حول إمكانية إنتاج الأخيرة للسيارات، وذلك بعد يومين من كشف تقارير صحافية عن تطلع شركة «تويوتا موتورز» لبناء مصنع في المملكة. وكانت قد أعلنت مجموعة «سوفت بنك» اليابانية الرائدة في مجال الاستثمار في التكنولوجيا، أواخر العام الماضي، أنها ستنشئ صندوقاً مشتركاً مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، باسم صندوق «رؤية سوفت بنك» وبمبلغ 100 مليار دولار، يهدف إلى الاستثمار في قطاع التكنولوجيا حول العالم.
ووصفت وسائل الإعلام اليابانية الزيارة، التي سوف تستمر لثلاثة أيام، بـ«الفرصة النادرة لتعزيز العلاقات»، وتوقعت أن يناقش البلدان سبل مكافحة الإرهاب والتطرف، وتأمين سلامة الممرات البحرية بين الشرق الأوسط وآسيا، وبحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص الأزمتين السورية واليمنية، والتطورات الإقليمية والدولية.
وهذا ما أكّده سفير اليابان لدى السعودية نوريهيرو أوكودا، الذي قال إن الزيارة لن تقتصر على تعزيز التعاون الاقتصادي فحسب، بل ستشمل التعاون العسكري والإقليمي، وخاصةً في مجال الدفاع. وأضاف أوكودا إن التعاون سيشمل الجوانب الثقافية والرياضية، «إذ أرسلنا أربعة خبراء للكاراتيه إلى المملكة وسنرسل أيضاً خبراء الجودو... وذلك استجابة لطلب السعودية التي أحلم بأن يفوز لاعبوها ببعض الميداليات الذهبية في الألعاب الأولمبية في طوكيو في عام 2020».
من جهته، أشار سفير السعودية لدى اليابان أحمد بن يونس البراك، إلى وجود «تنسيق سياسي وتطابق في الموقف الياباني مع المملكة في ما يخص الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، ومنها مبادرة السلام العربية، وحظر السلاح النووي، وأهمية دعم الشرعية في اليمن، وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق، ومكافحة الإرهاب».
ومن المقرر أن يواصل سلمان جولته بعد اليابان، متوجهاً إلى الصين والمالديف، حيث عبّرت أحزاب المعارضة هناك عن احتجاجها على زيارة الملك، وحذّرت من أنها ستنظّم تظاهرات ردّاً على تقارير كشفت شراء الحكومة السعودية، أو شركة تجارية سعودية، أرخبيلاً من 28 جزيرة مرجانية صغيرة بمليارات الدولارات.
(الأخبار) اللبنانية