وحتى القيادة الفلسطينية، لم تبلور بعد موقفا عمليا جادا للرد على خطوة أمريكية باتت وشيكة، تتمثل في نقل السفارة الامريكية الى القدس، واكتفت هذه القيادة فقط، بنثر البيانات ونشر الاحتجاجات، وهذا الموقف لا قيمة له، أمام خطوة خطيرة تمس بالقدس والشعب الفلسطيني.
القيادة الفلسطينية لم تتخذ حتى الان اية استعدادات للرد على نقل السفارة، وهي تنتظر بفارغ الصبر زيارة مسؤول أمريكي أيا كان حجمه لتقديم الشكاوى له، لا أكثر ولا أقل، وهي ماضية في عملية البحث والتفتيش عن قنوات اتصال مع مسؤول أمريكي ولو بدرجة قنصل، معتبرة ذلك، انتصارا واختراقا دبلوماسيا.
المصادر ذاتها أكدت أن الادارة الأمريكية هددت قيادة السلطة بردود قاسية وعقوبات "مرة"، اذا ما أقدمت على أي تحرك أو اجراء من جانب واحد، كالذهاب الى محكمة الجنايات الدولية، وحتى الحديث لوسائل الاعلام الامريكية عن مواقف وسياسات ادارة ترامب، والتوقف عن "الصراخ" انتظارا لتحرك أمريكي، قادم يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتضمنت تهديدات ادارة ترامب امكانية حصار القيادة الفلسطينية، وشطبها من المعادلة التي تقوم واشنطن برسمها.
لذلك، لم تقم قيادة السلطة بأية استعدادات لمواجهة ما قررت واشنطن اتخاذه بشأن القدس ونقل سفارتها الى هذه المدينة، وهذا من شأنه تسهيل مهمة الادارة الامريكية، وتسريع العمل في خطوة النقل، فهل، استعد الشارع لمواجهة هذا الأمر؟!