2024-11-26 06:30 م

جرائم الإبادة الجماعية في إفريقيا تطارد ألمانيا

2017-03-04
رغم حرص ألمانيا على الاعتذار لناميبيا عن الإبادة الجماعية التي مارسها الجنود الألمان في الماضي بحق شعب الهيريرو مطلع القرن الماضي، إلا أن هذا الاعتذار لم يكفِّر عن الجريمة التي ارتكبوها، خاصة أن ألمانيا صرحت بأنها ليست في وضع يمكنها من منح نامبيبا أي تعويضات مادية.
وتابع الموقع أن كاوبتاوبيلا البالغ من العمر 74 عامًا، والذي نجا من الإبادة الجماعية قال “ما نريده هو أرضنا”، وقال أليكس أحد الناجين أيضًا إن80% من المجتمع حرقوا في تلك الإبادة الجماعية، وحرقت أراضيهم في مجتمع يعتمد على رعي الماشية، وتساءل: كيف لنا أن نقبل اعتذارًا شفهيًّا بعد سنوات عديدة من تلك الإبادة التي ما زالت آثارها باقية ويعاني منها الشعب النامبيبي؟! فشعب هيريرو فقراء بسبب الشعب الألماني، ونصف الأراضي فقط صالحة للزراعة في البلاد في جنوب غرب إفريقيا، والتي ضمتها ألمانيا في عام 1884، وهي مملوكة من لأحفاد المهاجرين الألمان والهولنديين، الذين يشكلون ستة في المائة فقط من السكان (2.3 مليون).
وأضاف الموقع أن ما ارتكبته ألمانيا تجاه هيريرو وناما، من إبادة جماعية وإعدام الآلاف من الذين ثاروا في عام 1904 ضد الاستعمار الالماني، كان سببًا في تجويع البلاد لسنوات عديدة تالية، ظلت آثاره السلبية حتى الآن، وتعتمد الدعوة التي قامت بها الجماعات الأصلية من سكان نامبيبا لطلب تعويضات من الحكومة الألمانية على الإنصاف الذي قامت به القوى الاستعمارية الأوربية تجاه مناطق أخرى من العالم، فعلى سبيل المثال بعد أن دعت ألمانيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للاعتراف بمذابح الأرمن على يد الأتراك العثمانيين وتعويضهم عن ذلك، كان من الأولى بهم أن يعترفوا بماضيهم المظلم في ناميبيا، وأن يعوضوا الناميبيين عن الإبادة الجماعية التي ما زالت آثارها السلبية حتى اليوم.
وبعد شهر من طلب سكان نامبيبا من الحكومة الألمانية التعويض، قدم مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في يوليو الماضي اعتذارًا رسميًّا لشعبي الهيريرو وناما، واعترفت ألمانيا بالإبادة الجماعية للشعبين، وعقدت خمس جولات من المفاوضات منذ ذلك الحين، على الرغم من أن المسؤولين الألمان يؤكدون أن المحادثات مستمرة منذ عام 2012.
وذكر الموقع أن هناك مسألة أكبر من الاعتذار ذاته، تتمثل في مطالب الشعب النامبيبي بعودة جماجم الضحايا التي تم إرسالها لألمانيا؛ في محاولة لإثبات التفوق العنصري، حيث استخدمت لتجارب طبية وعلمية عنصرية، وهذا المطلب قسم المسؤولين الألمان، فالبعض يرى أنه على برلين إعادة جماجم الضحايا للدفن في وطنهم، والبعض الآخر يقول إنه من الصعب العثور على تلك الجماجم الآن. وتعتبر تلك منطقة حساسة أخرى، طالب من خلالها الشعب الناميبي بتعويضات مادية، ولكن ألمانيا ما زالت غير معترفة بتقديم التعويض المادي.
ويقول الشعب الناميبي “لن ننتظر 100سنة أخرى من أجل العدالة”, وبالنسبة للحكومة الناميبية فهم مجرد “دمى”؛ لذا تجري المشاورات بين مجموعة الهيريرو الناميبية ومجموعة أوفامبو التي تهيمن على أكبر مجتمعات ناميبيا منذ الاستقلال؛ لرد الاعتبار وحق الشعب المهدر من المستعمر.
وظهر هذا الأسبوع مجموعة خبراء من الأمم المتحدة معنيين بدعم السكان المنحدرين من أصل إفريقي، وقالوا مشيرين إلى إلمانيا إن عليها الاعتذار عن الإبادة الجماعية، ولا بد من استئناف المساعدات الممنوحة، واستنكروا أن برلين لم تستأنف بجدية التواصل مع أهالي الضحايا الأصليين في الإبادة الجماعية لمناقشة التعويضات.
ومن الواضح أن ما تتخوف منه الحكومة الألمانية من قضية التعويضات أن تطالب بعد ذلك باقي مستعمراتها القديمة في القارة بتعويضات مماثلة، لذا قالت الحكومة الألمانية إن “أي اتفاق أو مفاوضات بين برلين ونامبيبا لا يلزم ألمانيا باتفاق مماثل في أي دولة إفريقية، حيث إن الوضع في نامبيبا فريد من نوعه للغاية، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نتفاوض في هذا البلد، وليس أي بلد آخر”. وهذا اعتراف قوي من الحكومة الألمانية أن ما ارتكبتة في ناميبيا إبادة عرقية، كان الهدف منها القضاء على الهيريرو بأكملهم؛ لسحق الانتفاضة.
حيث استخدموا ضدهم الرصاص والتجويع حتى الموت في الصحراء، ووضعوا في معسكرات الاعتقال، حيث قتل أكثر عدد منهم بسبب الأمراض، وسوء المعاملة أو التعذيب. بالإضافة إلى اغتصاب النساء بشكل منظم من الجنود الألمان وذريتهم، ولا يزالون يواجهون التمييز من أعضاء قبيلتهم، الذين يعتبرون أنفسهم جنسًا نقيًّا.