في اسرائيل صراع سياسي يشتد يوما بعد يوم، وينذر بمواجهة شرسة، وخلق متغيرات جديدة، وتطورات كبيرة متلاحقة قادمة الى ساحتها، هذا الصراع عنوانه، سحب البساط من تحت أقدام نتنياهو، وهو عرضة للنهش من كافة القيادات ومن داخل حزبه، واشتداد الصراع وزيادة حدته، شكل تقرير مراقب الدولة حول الحرب على غزة الأخيرة السبب الرئيس في اندلاع الصراع، الذي افتتحت جولاته مع توجيه اتهامات جنائية لزعيم الائتلاف، ولم تعد من تداعياته زيارة نتنياهو الى الأبيض، وموقف الرئيس الامريكي ترامب الذي أشرح قلب رئيس وزراء اسرائيل.
هناك تصعيد في المطالبة باستقالة نتنياهو، ودخلت الاحزاب الاسرائيلية، عملية الاصطفاف وشراء الذمم والاستعداد لمعركة انتخابية مبكرة، كان لتقرير مؤسسة مراقب الدولة وما كشف عنه من تقصير عسكري في الحرب على غزة الدافع الأهم والأكبر في هذا التصعيد، المعارضة استلت سيوفها، والمشاركون في الائتلاف أخذوا يعدون أنفسهم، فالتقرير يدين من شنوا الحرب على غزة، لفشلهم استخباريا وعسكريا في حرب "الجرف الصامد"، والتقرير ذاته تحول الى منصة لتصفية الحسابات السياسية بين المشاركين في تلك الحرب، ونتنياهو وضع في الزاوية، واذا ما سقط عن الائتلاف يكون آخر من تبقى من الجيل القديم.
صراع محتدم، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات وتطورات وأحداث خطيرة ومفصلية، وتحذيرات اسرائيلية من تنامي قوة حزب الله، تسببت في قرع طبول الحرب، لكن، نشر تقرير مراقب الدولة في ظل هذه الأجواء، هل يبعد شبح الحروب أم يعجل بها على الجبهتين الشمالية والجنوبية، وربما بشكل آخر في الضفة الغربية؟!
مؤخرا اعلن جنرال اسرائيلي ترك الخدمة العسكرية حديثا أن فرص اندلاع حروب هي ضعيفة، وأن الحديث عن احتمالاتها لا يعني أنها مؤكدة، سواء أكانت بسبب الانفاق أم تطوير الاسلحة وحصول حزب الله على شحنات حديثة منها.
لكن، هذا الجنرال، لم ينظر في تقييمه ورأيه، كيفية رد نتنياهو على منتقديه، وطرق الحفاظ على موقعه السياسي، فرئيس الوزراء الاسرائيلي لن يغادر موقعه بسهولة، وبالتالي، يدرس كل السبل والوسائل وأنجعها وصولا الى هذا الهدف.
ما يجري في الساحة الاسرائيلية وما تشهده، ينذر بحرب قادمة، على احدى الجبهات أم جميعها، حرب شرسة، ولا يستبعد ساحة الضفة الغربية والساحة السورية، وبهذه الطريقة يستطيع يستطيع نتنياهو أن يحافظ على موقعه، بفعل حالة الحرب والطوارىء والظروف الأمنية والعسكرية، وعندها سيعيد منتقدوه ومعارضوه سيوفهم الى أغمادها، ونتنياهو في حال أصدر قرار الحرب يكون غير مكترث لأية تقارير سابقة أو لاحقة يصدرها مراقب الدولة.
وهنا، يجب على المقاومة في فلسطين ولبنان، والدولة السورية أن تكون على حذر، وتتخذ الاستعدادات اللازمة لحرب قريبة يشعلها رئيس وزراء اسرائيل، دون أن يسقط من الحسابات الحرب التي قد يشنها على الضفة الغربية، على شكل ضم اراض الى اسرائيل وتهويد كامل للقدس، والانسحاب من جانب واحد مدعوم من ادارة دونالد ترامب.
ويؤكد المراقبون هنا، أنه على ضوء التقارير الأمنية، فان أية حرب قادمة تشنها اسرائيل، لن تكون وحيدة فيها، بل هناك أنظمة عربية سوف تساند تل أبيب، فبينها وبين اسرائيل علاقات تحالف، والقوى والجهات التي ستشهد فصول هذه الحرب ترى فيها تلك الأنظمة عدوا لها، بمعنى أننا سنشهد مشاركة عربية في الحرب الى جانب اسرائيل، وبكل الوضوح، فنتائج الحرب ستقرر الابقاء على سرية العلاقات بين عدد من الانظمة وبينها النظام الوهابي السعودي وبين اسرائيل، أم فتح أبواب التطبيع على مصاريعها بين الأنظمة المرتدة وتل أبيب.