2024-11-28 08:33 م

3 مؤتمرات.. طهران.. القاهرة.. اسطنبول.. الاهداف والرسائل

2017-02-28
القدس/المنـار/ 3 مؤتمرات (فلسطينية) عقدت خلال شهر واحد، في طهران واسطنبول والقاهرة، والقائمون عليها، تحدثوا في وسائل الاعلام وعلى المنصات بأنها تخدم القضية الفلسطينية وشعبها، وفي المؤتمرات الثلاثة، لم يكن، هناك تواجد للقيادة الفلسطينية.
مؤتمر القاهرة، له لونه "الكالح" ذو صبغة معينة، أشرفت عليه مجمولة ممولة من القيادة الاماراتية، وهو امتداد لتدخل اماراتي في الساحة الفلسطينية عبر هذه المجموعة وحظي بموافقة مصرية، من حيث مكان الانعقاد، والهدف منه، هو شق وحدة حركة فتح، و "المشاغبة" على قيادتها، وصولا الى المشهد السياسي، ولأن للمؤتمر المذكور أهدافا مرفوضة من فتح وقيادتها، فهو لم يحظ بتغطية كما توقع القائمون عليه، الذين اصبحوا على الرف، واستمروا في موقع "الخروج على ارادة الحركة" التي افشلت خطط المطرودين ومموليهم باجهاض عقد المؤتمر الدولي السابع.
المؤتمر "الاماراتي" في القاهرة، بقيادة "الاوركسترا" المنبوذة من الحركة الأم جاء متماثلا مع مخطط تدعو وتروج له جهات اقليمية، يتمثل في تمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية، تصيغه اسرائيل ودول عربية، قافزة عن ابناء فلسطين وقيادتهم، حل يجري الترتيب والاعداد له منذ زمن ليكون مفتاحا لبوابة التطبيع العربي الاسرائيلي، وفرصة لاشهار علاقات التحالف بين تل أبيب وعواصم عربية.
اذا، هذا المؤتمر "الشللي" في القاهرة، بتمويل من أموال النفط الاماراتي، ليس في صالح الشعب الفلسطيني، كما ادعى القائمون عليه، تنظيرا واستغفالا، وبالتالي، لم يخظى باي اهتمام في الشارع الفلسطيني، وكان فشلا آخر لمجموعة، تحركها أبو ظبي لاسقاط المشهد السياسي الفلسطيني، ما تزال تكابر وتتوهم بأن لها قاعدة قادرة على التحدي، المؤتمر المذكور "ارفض"، وعاد الداعون اليه الى مكاتبهم في الامارات والاحياء الراقية في القاهرة، أما الحاضرون فعاشوا في هناء ليومين أو ثلاثة، مع مئات الدولارات لكل منهم لابتياع هدايا من وسط العاصمة المصرية، وخان الخليلي، وبالنسبة للممولين "القيادة الاماراتية" فسترفع اليهم تقارير مشوهة كاذبة عن نجاحات خيالية، واقتراب موسم "الحصاد". وفي طهران عقد المؤتمر الدولي السادس لدعم الشعب الفلسطيني مؤتمر تصويب البوصلة، ومثل هذه المؤتمرات تعقدها ايران تأكيدا على دعم الشعب الايراني لفلسطين وشعبها، وبالتالي، حظي مؤتمر طهران بمشاركة واسعة من 88 دولة، وحضرته كافة الفصائل الفلسطينية، لكن، قيادة السلطة غابت "كالعادة" عن هذا المؤتمر التاريخي، وكان هذا خطأ فادحا، تمنينا تفاديه، فالقيادة الايرانية داعية توحيد ورص صفوف، تمقت الفرقة والانقسام، وكان الشعار الابرز في المؤتمر هو توحيد الصفوف والجهود، في وقت تشتد فيه التحديات وتتعاظم لتصفية القضية الفلسطينية، مؤتمر طهران انطلق من الحرص على فلسطين، داعيا الى وحدة شعبها، وانهاء الانقسام، ولم يكن هذا المؤتمر الذي اعدت له القيادة الايرانية فئويا أو تضليليا، أو ارتباطا بأجندة مشبوهة، فالجمهورية الاسلامية الايرانية، الداعم الحقيقي لشعب فلسطين، والواقفة بقوة في وجه أعداء هذا الشعب والساعين لتصفية قضيته.
وجاء عقد مؤتمر طهران، ردا على تكثيف التآمر على هذه القضية، من جانب دول وقوى في الاقليم، ومن اسرائيل والساحة الدولية، وهذا المؤتمر كان موجها ضد قوى تواصل ترجمة خططها ارهابا وتدميرا، في دول عربية للاستفراد بأبناء فلسطين، لذلك، وجه المؤتمر الدولي السادس من طهران رسائل عديدة، فهو أعاد القضية الفلسطينية الى الصدارة، ورفض التطبيع ومؤامرة تدمير المجتمعات العربية وتهميش القضية الفلسطينية، مؤكدا على أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، مطالبا بوحدة القوى الفلسطينية دون تمييز على قاعدة توحيد الجهود لكنس الاحتلال الاسرائيلي، ونادى المؤتمر بموقف موحد، عندما دعا الى اغلاق سفارات امريكا في عواصم الدول العربية والاسلامية، اذا ما نقلت واشنطن سفارتها الى القدس.
مؤتمر طهران، كما يجمع المراقبون "جاء في وقته" في ظل اشتداد الهجمات التي تستهدف ضرب ارادة الامة وتدمير ساحاتها، ثم الانتقال الى تصفية القضية الفلسطينية، فكان المؤتمر ناجحا بكل المقاييس.
وفي اسطنبول بتركيا اختتم قبل أيام قليلة، ما يسمى بـ "المؤتمر الشعبي الفلسطيني" ببيان يثير الريبة والشك، فهذا المؤتمر الذي احتضنه النظام العثماني الجديد، ومولته مشيخة قطر، عقد لضرب وشطب منظمة التحرير واسقاط المشروع الوطي الفلسطيني، لذلك، هو يعمق الانقسام لأنه جاء دعما لفصيل دون غيره وتيار دون آخر، وبالتالي، لا يمكن أن يكون داعما لفلسطين شعبا وقضية، وانما يشكل "نكوصا" عن الاهداف التي يتمسك بها الفلسطينيون، ويخدم بشكل كبير، ان لم يكن هدفه الاساس مخططات التنسيق بين اسرائيل وكل من تركيا ومشيخة قطر، برضى ومشاركة من حركة حماس، والمتمعن لما جاء في البيان الختامي لمؤتمر اسطنبول، يجد بوضوح أن أعمال المؤتمر المذكور جاءت في خدمة الدول الراعية للارهاب، وليس دعما لشعب فلسطين.
بعد هذه المؤتمرات الثلاث، يفترض في القيادة الفلسطينية أن تنطلق بعيدا عن المصالح الشخصية، في تقييم سليم لما جرى، ومصارحة حقيقية لشعبها، فالتطورات والتغيرات، في المنطقة تفرض ذلك، اضافة الى التحركات المشبوهة التي تقوم بها دول في الاقليم بالترتيب مع واشنطن وتل أبيب، فالرد على مؤتمري القاهرة واسطنبول ليس بالصمت والانعزال ومحاربة ايران، والانضواء تحت أجنحة ما يسمى بمحور الاعتدال الأشد خطورة على قضية فلسطين والمشروع الوطني الفلسطيني.