2024-11-30 12:55 م

تبديد "التيه" والمصارحة قبل ثوران البركان!!

2017-02-23
القدس/المنـار/ في الشارع الفلسطيني تيه وحيرة، وضبابية تخيم على أجوائه وتصريحات القيادة الفلسطينية ، وناطقيهم وهم كثر، أعجز من أن تبدد هذا التيه وهذه الحيرة، واستمرار هذا الحال ليس في صالح قيادة تتحدث باسمه، بعد أن لاذت بالصمت الذي وصل الى حد الريبة، هذه التصريحات لم تعد قادرة على تغطية سيناريوهات التحذير والتغييب والاستخفاف بالوعي، وهذا الشارع يرفض الصبر على "مسرحيات" و "اسطوانات" ممجوجة الى ما لا نهاية، وثورانه قاب قوسين أو أدنى.
ما يريده هذا الشارع هو مصارحة قيادته له، والتعامل معه بوضوح وصدق، وأن تغلق الافواه التي لم تعد تدرك وتفهم ما تخرجه من كلمات ومبادرات مجبولة بقصر النظر والكذب وغير المقنعة بتاتا.
هناك قضايا عديدة، لم تتعاطى معها القيادة بصدق، وبالتالي، هي مدعوة لمصارحة شعبها، فالمصارحة في مثل هذه الحالات، وفي هذه المرحلة المفصلية من عوامل استمرارية هذه القيادة، على رأس المشهد السياسي، فالوضوح في مخاطبة الشارع غير موجود، انه الاهمال والتجاوز والتغييب والاستخفاف، تفسيرات مواطني الساحة لغياب الوضوح والصراحة في الخطاب الموجه لهم.
هناك الانقسام، ولعبته، ومسؤولية طرفيه عن استمراره، والتحركات السياسية، وجهود الاقليم، وقوى في الساحة الدولية، وعمليات بناء الاصطفافات والمحاور، واللقاءات السرية حول قضية أبناء الساحة الفلسطينية كلها وغيرها، قضايا بحاجة الى توضيح في المواقف والمصارحة في الطرح، الشعب الفلسطيني يريد من قيادته مصارحته في كل شيء، والاقنعة المستخدمة لم تعد قادرة على تغطية الاهداف والتوجهات، وحتى لا يختلط الحابل بالنابل فان القيادة الفلسطينية مدعوة لمصارحة شعبها، بعيدا عن الزيف والخداع ونهج التبريرات والتصريحات الجوفاء الرنانة.
انها مسائل وقضايا بالغة الاهمية والخطورة، وما يتعرض له الشعب هو تغييب واستخفاف وانتقاص من حقوقه، والشارع الفلسطيني اذا ما واصل صمته وثقته، يخشى أن يجد نفسه في نفق تحيط به المؤامرات والمشاريع العرجاء من كل جانب، في عملية بيع، أبطالها أدوات في الاقليم والساحة الدولية. 
القيادة الفلسطينية لم تدرك بعد، أن الشارع الفلسطيني يغلي، وأن لحظة ثورانه تقترب، وعندها سيتهاوى المشهد السياسي، فالتآمر على قضيته يتواصل ويزداد، ووزاراته سيئة الاداء، والقرارات غير المدروسة وغير المسؤولة حديث الشارع، والظلم في كل الزواريا، والمسؤولون غير مكترثين، والزحف الاخواني التركي القطري، قطع مسافة طويلة للفصل بين جناحي الوطن، والوهابيون في الرياض يصيغون حلولا تصفوية لقضية فلسطين، والقيادة لا تمتلك الاستعداد اللازم والمطلوب لتقييم علاقاتها الاقليمية والدولية، ونهج استخدام الوشوشة والتقارير الكيدية والبيئة الطاردة للكفاءات، ما يزال مستمرا ويتعمق، والهيئات والوزارات تحت خط السيطرة والاستحواذ ويتراجع أداؤها، ومن يمتلكون حق اتخاذ القرارات منشغلون في الصراع المواقعي، والانغماس في مسائل هامشية، صرفوا الكثير من الوقت على متابعتها، ودفعوا أثمانا باهظة على ذلك، توظيف غير سليم، وترفيعات ما أنزل الله فيها من سلطان، وما يوضع أمام رأس المشهد السياسي تقارير وتوصيات واقتراحات محشوة بالكذب والتضليل.
أمام هذا كله.. ألم تقترب لحظة ثوران البركان؟!