2024-11-28 11:40 م

ترامب والبدء في صناعة إرثه في (الحرب على الإرهاب)!!

2017-02-12
نشر موقع "ذي أتلانتيك" مقالا لكل من هارورو إنغرام وكريغ وايتسايد، يقولان فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ في صناعة ما سيكون إرثه في الحرب على الإرهاب. 

ويشير الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمه موقع "عربي21"، إلى أنه في الأسبوع الذي وقع فيه الأمر التنفيذي الذي يفرض حظرا مؤقتا على رعايا سبع دول ذات غالبية مسلمة، كانت وحدات البحرية الأمريكية الخاصة، بالتعاون مع قوات الإمارات الخاصة، تحضر لهجوم على أهداف تابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في أول عمل عسكري من نوعه منذ 2014. 

وتستدرك المجلة بأنه "رغم أن التقارير قالت بأنه تم قتل حوالي 12 عنصرا من تنظيم القاعدة، إلا أن أحد الجنود الأمريكيين قتل أيضا، بالإضافة إلى عدد غير محدد من المدنيين، وهناك في خلفية هذه العملية شبح عملية اغتيال أنور العولقي، المولود في أمريكا، الذي كان رجل دين في تنظيم القاعدة، ويروج له، وتم اغتياله باستخدام طائرة دون طيار في 30 أيلول/ سبتمبر 2011 بينما كان مسافرا من الجوف في اليمن".   

ويشير الكاتبان إلى أنه "عندما نقلت التقارير عن آثار حظر السفر، فإن كلمات العولقي من خطاباته الأخيرة من عام 2010، بدأت بالظهور ثانية في منتديات الإنترنت، ففي أحد خطاباته يصف كيف تفسد الحرب مواقف من يشنها، وفي ضوء الحظر الذي فرضه ترامب، فإن كلمات العولقي تبدو كأنها تنبؤ صادق، حيث قال في أحد خطاباته مخاطبا المسلمين في أمريكا بألا يتوقعوا من حكومة تقتل إخوانهم وأخواتهم أن تحفظ وعودها بحفظ حقوقهم، وقال لهم إنهم لا يستطيعون الاعتماد على كلمات التأييد من حزب أو جمعية مدنية، أو جار لطيف، أو زميل طيب، فإن الغرب سينقلب على مواطنيه المسلمين في النهاية".

وتبين المجلة أنه "بعد اغتيال العولقي بفترة بسيطة تبين أن أحد المدنيين الذين فقدوا حياتهم في تلك الغارة ابنة العولقي نوار، البالغة من العمر ثماني سنوات، أما أخوها عبد الرحمن فقتل في غارة مشابهة بعد أبيه بأسبوعين، وتم نشر صورة الطفلة ذات العينين البراقتين على الإنترنت، مع تعليق لجدها وصف فيه كيف أصيبت في رقبتها وعانت لمدة ساعتين قبل أن تموت، وبغض النظر عن كلام ترامب خلال الحملة الانتخابية، بأنه لا مشكلة في قتل عائلات الإرهابيين، فلا أحد يتوقع أن تكون الغارة استهدفت قتل مدنيين، لكن في الحرب هذا ما يحصل".

ويجد الكاتبان أنه "عندما تحدث مثل هذه الأمور في الحرب على الإرهاب، فإنها تصبح جزءا من الدعاية لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، ومقتل العولقي، وهو مواطن أمريكي، على يد حكومته، وفر قصة استشهاد قوية، وأصبحت ابنته نوار وابنه عبد الرحمن جزءا من هذه الرواية، وهذا يجسد كيف تقوم الدعاية الجيدة بخلط الحقائق مع الكذب مع المصادفات لتأليف قصص تشكل نظرة الجماهير للعالم، وستبقى قصة العولقي تستخدم رمزا لخيانة الغرب لمبادئه عند التعامل مع مواطنيه المسلمين، وللدمار الذي تتسبب به الحرب على الإرهاب دون نهاية".

وترى المجلة أن "سر كاريزمية العولقي، بالرغم من عدم تلقيه تعليما شرعيا رسميا، يعود للصورة التي رسمها لنفسه، ورسمها له أنصاره بصفته (عالما مجاهدا) في القرن الحادي والعشرين، وهو أفضل القادة في الأوساط الجهادية، الذين يجمعون بين العلم الشرعي والقتال على خطوط النار الأولى، مثل الكثير من الشخصيات التاريخية الكاريزمية، ويرى الكثير من المعجبين به انعكاسا لأنفسهم فيه: طفل نشأ في الغرب، وكما يصف نفسه: (داعية إسلامي ومشارك في الأنشطة البعيدة عن العنف)، حتى (وقوع الغزو الأمريكي للعراق والعدوان الأمريكي المستمر ضد المسلمين)، وهو ما غيره، وروايته مليئة بالحقائق وأنصاف الحقائق والخرافة.. لكنها تجد صدى عميقا".

ويقول الكاتبان: "كدليل على متانة المكانة شبه الأسطورية التي يحتلها العولقي بين الجهاديين، نحتاج فقط أن نرى عدد المرات التي وجدت فيها خطبه أو كتاباته بين ممتلكات لمن قاموا بهجمات وحدهم، أو على الأجهزة الإلكترونية الخاصة بهم، مثل عمر متين، الذي هاجم النادي الليلي، والخلايا الصغيرة مثل الأخوين تسارناييف، اللذين هاجما ماراثون بوسطن، وكذلك استخدام تنظيم القاعدة، بل وعدوها تنظيم الدولة، رسالة العولقي؛ للاستحواذ على انتباه الجيل الثاني والثالت من الشباب المسلمين في الغرب". 

وتنوه المجلة إلى أن "هذا الجمهور (الشباب المسلمين في الغرب) هو الجمهور المهم لدى العولقي، فكانت خطبه (المبهرة) بشيء من العامية والنكات لتشكيل النظرة العالمية للمتطرفين، وشرعن كفاحهم، حيث شبه واقعهم بأسلوب ذكي بواقع المسلمين الأوائل مع الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فقال في خطاب له عام 2008: (إن تحدثنا عن الشباب في الغرب فهم من الجيل الثاني أو الثالث.. يعيشون في عرين الأسد.. فهم خط الدفاع الأول في حرب الأفكار، وهم يتحملون شدة وطأته.. ومع ذلك فهم معتصمون بالحق)، فاستطاع العولقي في هذا المقطع أن يأسر الثنائيات التي أعطت روحا لرسالته، التي فاقمت إدراك جمهوره لوجود أزمة في الوقت الذي يحثهم فيه على عمل شيء تجاه ذلك، وأثبتت هذه الرسالة متانتها".   

وتختم "ذي أتلانتيك" مقالها بالقول: "ها هو ترامب في أول غزوة له في الحرب على الإرهاب يعزز من رسالة العولقي وصورته في نظر المعجبين به: حيث تحقق شيء جديد من تنبؤاته.. عولقي آخر قتل في (حرب الغرب على الإسلام)، إنها رواية تعد بأن تجد صدى أبعد من حدود اليمن وشبكات تنظيم القاعدة".