2024-11-28 11:41 ص

القيادة الفلسطينية .. تغيير التحالفات قبل الشطب من المعادلات!!

2017-02-11
 القدس/المنـار/ متغيرات كثيرة تشهدها الساحة الدولية، تفرض على قيادة هذا البلد وذاك، اجراء تقييم واسع متكامل للسياسات وبناء العلاقات، بعيدا عن البقاء في دائرة الجمود وحالة الارتباط الأبدي عديم الجدوى والفائدة، وكما هو مطلوب في مثل هذه الاوضاع تغيير الأدوات، مطلوب أيضا اعادة تقييم العلاقات.
في الساحة الدولية تحولات كبيرة ومتغيرات ملفتة لها تداعياتها، تفرض على القيادة الفلسطينية التحرر من ارتباطات كثيرة، والتخلي عن علاقات ضارة، الى بناء علاقات تساهم في احداث انجازات ومكاسب، القيادة الفلسطينية ربطت قدرها وكل شيء ودفعت بقضية شعبها الى الحضن الأمريكي، والحضن القطري التركي، جنبا الى جنب مع جماعة الاخوان، وحتى الان لم تعلن وتتخذ مواقف صريحة من أزمات المنطقة تدعم الموقف الفلسطيني، وهذا الشكل من العلاقات أو البناء الذي شيدته القيادة الفلسطينية، دفع بها وشعبها الى حافة الهاوية، وفي ضوء المتغيرات والتحولات التي برزت بقوة في الساحة الدولية، فان اعادة التقييم فلسطينيا باتت ضرورة ملحة يجب على القيادة الفلسطينية أن تقوم بها دون ابطاء، أو سرد وطرح تبريرات وذرائع واهية.
هناك أسئلة عديدة تطرح، في مقدمتها، لماذا لا تبني القيادة الفلسطينية علاقات متينة مبنية على المصالح والاحترامات المتبادلة، مع جهات ودول داعمة للحق الفلسطيني، متصدية للبرامج الاسرائيلية الامريكية، فهناك على سبيل المثال، روسيا وايران، وكثيرة هي الدول التي عمدت لفتح مسار مع موسكو وطهران، وحققت انجازات بفعل ذلك، وما الذي يمنع القيادة الفلسطينية من سلوك مثل هذا المسار وقد اتضحت مواقف أمريكا العدائية، وهي ستكون رهيبة ومتصاعدة، في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
لقد التزمت القيادة الفلسطينية بسياسات أمريكا وسياسات العربان في الخليج ولم تعتمد خيارات جديدة متوفرة لمواجهة الممارسات الاسرائيلية، وعادت شعوب شقيقة في الاقيلم، لانها اصطفت في خندق تقوده واشنطن، وبقيت في دائرة الحياد السلبي، هذا الاصطفاف والارتهان جلب الضرر للشعب الفلسطيني، وأخرج القيادة الفلسطينية من معادلة المنطقة، والعمل جار لشطبها من أية جهود لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وبما أن الامر كذلك، فما الذي يمنع هذه القيادة من ربط الخيوط وفتح الخطوط صراحة وعلانية مع ايران وروسيا وغيرهما، والمحافظة على شعبنا في خارطة النسيج الدولي قبل أن تسقطه سياسات ترامب الداعمة لاسرائيل، أما عن ربط الخيوط واقامة علاقات متينة مع دول اخرى فهذا يتطلب قدرة دبلوماسية كافية، وهذا غير متوفر حتى  الان، والاسباب كثثيرة، لا مجال لسردها الان، فهذه الدبلوماسية خسرت الكثير من الساحات كالهند وأمريكا الجنوبي، لصالح الدبلوماسية الاسرائيلية، والسبب في ذلك هو العجز والخلل وعدم الاعتماد على ذوي الخبرة والكفاءة والنخصصات اللازمة.