الرئيس ترامب أكد في أكثر من مناسبة، خلال الحملة الانتخابية، وبعد صعوده درجات البيت الأبيض، انه مع الاستيطان ونقل سفارة أمريكا الى القدس، وأنه سيقيم مناطق آمنة على حدود سوريا، أي تقسيم الدولة السورية، وهو سيتصدى لايران، ولم يرد عليه حتى الان نظام عربي، وما صدر هنا وهناك، هو مجرد بيانات باهتة خجولة، وهذا سيزيد من ازدراء الامريكية الجديدة لهذه الأنظمة الخانعة الذليلة التي تتآمر على قضايا الأمة، وتخوض حروب واشنطن بالوكالة.
وتقول دوائر سياسية، أن دولا غير عربية استنكرت بشدة مواقف وتصريحات الرئيس الامريكي، ونددت بها، في حين لاذت الأنظمة العربية بالصمت مرتجفة مهانة، غير قادرة على التخلص من الأدوار المشبوهة التي اصطلعت بها خدمة لواشنطن وتل أبيب.
وتضيف الدوائر أن القيادات العربية ستلتقي في شهر آذار القادم في العاصمة الأردنية، في قمة عربية "اعتيادية" واذا لم تتخذ هذه القمة قرارات ومواقف حاسمة في مواجهة السياسة الامريكية الواضحة كل الوضوح، فان امريكا لن تتراجع عن سياساتها، وستواصل تنفيذ برامج اسرائيل، وستجبر العديد من الدول العربية على اشهار علاقاتها مع اسرائيل في تطبيع شامل انتظرته اسرائيل طويلا، وترى الدوائر أن دونالد ترامب وأركان ادارته سينفذ اعتداءات قريبة ضد أكثر من ساحة عربية وضد المقاومة، مراهنا على ختوع الأنظمة، بل مشتاركتها واشنطن في هذه الاعتداءات، وكل من هذه الانظمة له دوره.
القمة العربية في اذار القادم أمام تحد كبير، فها هو الرئيس الامريكي، يستعد لتنفيذ خطوات عملية لنقل سفارة بلاده الى القدس، بمعنى دعمه تهويد المدينة، وضم اسرائيل لها، فماذا ستفعل قيادات الدول العربية التي طالما تغنت بعروبة القدس، وقدسية الأقصى، ودعم الشعب الفلسطيني، ونحن نعلم، أنه مجرد شعار لستهلاك المحلي وللتغطية على حجم التآمر الذي تمارسه.