ولعل التطورات المتلاحقة في الاقليم بشقيها السياسي والعسكري، وبناء التحالفات وغالبيتها مبنية على رعاية الارهاب وتخريب الساحات خدمة للاستهداف الذي أشرنا اليه، تستدعي تنسيقا مدروسا جادا بين القوى الاكثر حرصا على القضية الفلسطينية العادلة، التي ما تزال عالقة دون حل بفعل تعنت اسرائيل وداعميها، وهناك، التطور في الساحة الامريكية، المتمثل بمجيء دونالد ترامب الى البيت الابيض، وما نشاهده ونلمسه من مؤشرات على سياسة أمريكية خطيرة قادمة، وأمواجها وعواصفها لن تكون بعيدة عن الملف الفلسطيني.
لقد شهد التاريخ، ردودا على تطورات بالغة الخطورة والأهمية، وما يجب عليه الحرص الان، هو العودة الى ردود كان لها تأثير ايجابي على قوى ذات علاقة مباشرة بالملف الفلسطيني، متمثل بالاردن ومصر، فهما الأقرب الى قلب الشارع الفلسطيني، ولانعكاسات ما قد يحصل في الساحة الفلسطينية، سلبا أو ايجابا.
هذه التطورات المقلقة بل المخيفة هي التي دفعت الى انعقاد قمة عمان بين الملك الاردني والرئيس الفلسطيني، لكن، ما يسعى اليه الجانبان يمكن تعزيزه والوصول اليه اذا ما اكتملت دائرة التنسيق الثلاثي المصري الاردني الفلسطيني.
التنسيق الثلاثي في هذه المرحلة، بات ملحا وضروريا اذا كانت هناك نوايا ايجابية في مواجهة تحديات وتداعيات التطورات التي نراها في الساحتين الاقليمية والدولية، ولنا من التاريخ دروس وعبر، بمعنى أوضح، أن المرحلة الحالية تفرض عودة التنسيق الثلاثي الاردني المصري الفلسطيني، بعيدا عن أنظمة الردة، وما تهدف اليه، تفاديا لسياساتها الارهابية التي لا تريد خيرا لساحات هذه الازمة، والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو:
هل نشهد قريبا لقاء على مستوى القمة بين الاردن ومصر وفلسطين، لقاء تنسيق الخطوات، ورسم الخطط، يسبق لقاء القمة في عمان شهر اذار القادم؟!!