2024-11-28 10:27 م

مواكبة الاحداث وتغيير الأدوات تفاديا لحصد الفشل تلو الآخر

2017-01-24
القدس/ المنـار/ مواكبة التطورات أحد أعمدة السياسة الناجحة، وفي الاقليم والساحة الدولية تطورات متسارعة، واحداث بتداعيات خطيرة، وتغيير الادوات يصبح لازما وضرورة، بعيدا عن آفاق الانتظار والتصحر، وكسرا للسياسات المقيتة كاحتكار المواقع، وظواهر الافساد والفساد والوشوشة والغام التقارير الكاذبة.. ومن يريد أن يقيم دولة ذات وزن واحترام، لا بد من انتهاج سياسات معقولة، وهناك تجارب عديدة في العديد من الساحات، يمكن أخذ الدروس منها.
وبوضوح، تفتقر السلطة الفلسطينية الى الكثير من قواعد السياسات السليمة الناجحة، وغائبة عن مواكبة الاحداث.. وضرورة التقييم من حين الى آخر، رغم أن الكفاءات في كل الميادين الموجودة، ال أنها موضوعة على الهامش، ومكروهة من جانب اولئك المحتكرين للقرارات والمواقع على كل المستويات، والملاحظ، أن بعض من هم في وظائف ومواقع هامة، لا خبرة لديهم ولا نفع منهم، ولا معرفة بشؤون كثيرة، وبالتالي، يعرقلون وصول الكفاءات في غيرة قاتلة وجهل مطبق، ووعي ناقص.
في الولايات المتحدة تغيير خطير وكبير، وفي الاقليم التطورات متسارعة، وفي الساحة الداخلية تذمر متنامي، قد ينفجر في أية لحظة، بركانا يغمر غباره الجميع، ويصهر بحممه كل المتجمدين في المواقع.. فأين مواكبة الاحداث، وأين السلطة من تغيير الأدوات.
واذا ما نظرنا الى ساحة الخصم نجد أن طواقم السياسات والمفاوضات وادارة المعارك الدبلوماسية متغرة باستمرار، والبحث عن استثمار أصحاب الكفاءات في كافة الميادين لا يتوقف.. في حين الساحة الفلسطينية تعيش "شللا" مدمرا، يحذر منه الكثيرون، لكنه، تحذير يواجه بـ "الصمم"!!
المرحلة الراهنة، تفرض على السلطة الفلسطينية تغييرا في الادوات، وصناع القرار ليس عيبا أن يكلفوا أنفسهم البحث عن الكفاءات، في الشأن الدولي والاقليمي والاسرائيلي، والتوقف عن الاعتماد على "مجتري" المواقف والعبارات، الفاقدين للفهم، والقدرة على المواكبة وتحليل الاحداث، وكيفية مواجهة ارتداداتها، وابعاد أخطارها، وتجاهل هذه القاعدة في بناء السياسة الناجحة، لن يجلب الا الفشل والدمار.
في مرحلة خطيرة، كتلك التي تمر بها الساحة والمنطقة والدول ذات التأثير في الساحة الدولية، يفترض الاسراع في اتخاذ قرارات صائبة مدروسة لاحداث التغيير في الاداوات، وشعبنا ليس عاقرا، و "التحويط" على هذا الشأن أو ذاك، وترك الحبل على غاربه، لهذا المسؤول للتوظيف على مزاجه وأهوائه في "شخصانية مقيتة"ـ سياسة باتت مفضوحة ولا طائل تحتها، وتشعل نيران التذمر المتزايد، الذي لا توصل نسبته وحجمه وأضراره الى صانع القرار، واذا ما تعمقنا في استخدام المسائلة المفقودة، والمتابعة المعدومة، وفتح الدفاتر، والغوص فيما يحدث في الوزارات سنجد العجب العجاب.
وما دام حديث الساحة هو الادارة الأمريكية الجديدة، فلماذا لا تقدم القيادة العليا للسلطة على تغيير الأدوات .. والبحث عن أصحاب الكفاءات والاختصاصات، حتى لا تستمر في حصد الفشل تلو الآخر.