2024-11-25 10:22 م

ميلانيا ترامب.. الأزياء أول معركة لسيدة البيت الأبيض

2017-01-20
يعتبر تزاوج الموضة بالسلطة هو أحد اهم تكتلات القوي في مجال صنع الخريطة السياسية في الغرب، فأباطرة صناعة الموضة يستطيعون تحقيق إِعَانَة غير عادي لأي متنافس في مجال السياسة لما لهم من العلاقات والتأثير الذي يجعلهم عنصر لا يستهان به في اللعبة السياسية.

كذلك علي الجانب الأخر أن لأزياء السيدة الأولي في البيت الأبيض دور مهم للغاية، فهي وسيلة لخلق رؤية خاصة عن الإدارة الأمريكية، وتقديم صوره تعبر عن اختلاف واستقلال المرأة الأمريكية، وهو الدور الذي أدركته ميشيل أوباما مثل سابقتيها نانسي ريجان وجاكلين كينيدي.

فماذا عن ميلانيا ترامب؟

يبدو أن سيدة البيت الأبيض الجديدة لم تنجح في إثارة إعجاب معظم والذين كانوا قد أعلنوا عن موقفهم مسبقا بعدم المساهمة في إلباس السيدة الاولى، مع أول ظهور لنتيجة الانتخابات الرئاسية وفوز ترامب.

فقد اعلنت مصممة الأزياء الفرنسية المقيمة في نيويورك ""، والتي ارتدت ميشيل أوباما الْكَثِيرُونَ من تصاميمها، أعلنت في رسالة مفتوحة في نوفمبر الماضي عن رفضها تقديم أي من أزيائها لميلانيا ترامب، إذ أنها لا ترغب في أن يرتبط اسمها بأي صُورَةِ من الأشكال بسياسة ترامب، ودعت المصممين الآخرين إلى أن يحذوا حذوها.

وانضم إلى "تياليه" كل من المصمم "توم فورد" الذي طبع بصمته في دار "غوتشي"، وكذلك "كارول ليم"، و"أمبرتو ليون" المسؤولان عن الإدارة الإبداعية في دار "Kenzo”، وسبقهم إلى الرفض "توري بورش" المصممة الأمريكية التي اكتسبت خبرتها من العمل في دار أزياء "نارسيزو رودريغيز"، وايضا "مارك جاكوبس" مصمم الأزياء الأمريكي الذي اختارته مجلة "تايم" الأمريكية سنة 2010 كأكثر 100 شخص لهم نفوذ في دُوِّلَ الْكُرَةُ الْأَرْضِيَّةُ.

حرب الأزياء والسياسة

اما الحرب الحقيقية فقد بدأت مع إمبراطورة صناعة الموضة "آنا وينتور" رئيسة تحرير مجلة "فوج" الأمريكية فِي غُضُون سَنَة 1988 وحتى الآن، والمعروفة بأنها من أشد المدافعين عن الحزب الديمقراطي، فقد وصفت ترامب بأنه "غير قابل للحياة" وأنه "لا يفقه شيئا".

وتعتبر "وينتور" هي الآمر الناهي في صناعة الموضة وتلقب ب " عمدة نيويورك غير الرسمية"، وقد جسدت شخصيتها الممثلة "ميريل ستريب" في فيلم " الشيطان يرتدي برادا ".

اما مجله "فانيتي فير" فلم تسلم من حَمْلَة ترامب عليها في تغريدة له متكلاماً انها "ميته"، كذلك علي الجانب الأخر اتهم ترامب رئيس تحريرها "جريدون كارتيه" بأنه "عديم الموهبة" مما دفع "كارتيه" إلى الرد بدوره على ترامب متكلاماً "في أمريكا وحدها يصبح المفلس المتسلسل رجل أعمال ناجح".

هؤلاء يصممون ملابس ميلانيا

على الجانب الاخر تبني عدد محدود من بيوت الازياء الكبيرة نظريه ال "realpolitik" او السياسة الواقعية.

فقد دافعت عن ميلانيا مصممة الأزياء الأمريكية "ديان فون فورستنبرغ" صاحبة دار أزياء "فورستنبرج" والملقبة ب “ملكه الفساتين المبطنة"، حيث كان رأيها ان ميلانيا لها الحق في الحصول على نفس درجة الاحترام التي نالتها كل سيدات البيت الأبيض قبلها، وأن على صناعة الموضة أن تكون خير مثال على إِعَانَة الجمال والمساواة والاختلاف.

اما "تومي هيلفجر" فأبدى إعجابه الشديد بميلانيا وفخره بأن يتعاون معها. كذلك علي الجانب الأخر أثنى مصمم الأزياء الفرنسي المشهور "جون بول جولتيه" على ذوق ميلانيا في اختيار ملابسها، في حين واجه "ستيفانو جابانا" مؤسس بيت أزياء "دولتشي آند غابانا" عاصفه من الهجوم عندما هنأ نفسه بارتداء ميلانيا أحد تصاميمه في احتفال ليلة رأس السنة.

مصمم زي حفل التنصيب

أما عن حفل التنصيب فقد وافق بيت أزياء "رالف لوران" علي تصميم قطعتين من الملابس عباره عن فستان وانسامبل لتختار بينهما السيده الاولي.

ومن المعروف عن دار أزياء "رالف لوران" التي تأسست سَنَة 1967 اعتيادها على تقديم تصاميمها لسيدات البيت الأبيض مثل: بيتي فورد ونانسي ريجان وميشيل أوباما وهيلاري كلينتون اثناء حملتها الرئاسية.

وفي النهاية يبدو الأمر لصناع الموضة، أن فصلا شائكا جدا سوف ينوي مع حكم ترامب، الذي يحب كثيرا النيل من من بيوت الازياء الكبرى، وينتهز كل فرصه لمهاجمة المؤسسات الصحفية في مجال الموضة.