2024-11-28 01:28 م

محرقة داعش الكبرى تنصب في دير الزور

2017-01-18
بقلم: علي رضا
قبل كل اجتماع او تسوية او مؤتمر تعود الشارع السوري على تصعيد عسكري ارهابي في كل المدن والقرى السورية فكل مواطن سوري لم ينسى في ذاكرته مجزرة زارة وعدرا العمالية والفوعة وكفريا وحلب وريف اللاذقية وارياف حمص وكل مكان من سوريا بشكل مروع إلا ان هذا التصعيد وتحديدا ً اليوم في دير الزور له وقع أخر , فمعركة الموصل والتحضير لمعركة الباب وغارات الجوية في الرقة كان لها ثلثي المعادلة في دير الزور فالأمريكي وتحديدا ً ادارة الراحل اوباما يريد ان يحفظ ماء وجه قبل 5 ايام من خروجه من البيت الأبيض في محاولة خجولة بإحراج الروسي قبل مفاوضات الاستانة بالسيطرة على منطقة جيدة وضربة إعلامية يرفع من خلالها منعويات المعارضة التي لم يبقى لها شيء تفاوض عليه وتحديدا ً بعد خسارة معركة حلب الضربة القاسمة لضهر المعارضة وبات ريف دمشق قاب قوسين من ان يعلن أمن بالاضافة لاستقرار المشهد في درعا والجنوب ككل من ناحية التسويات والمصالحات .. داعش تحترق من الموصل الى الدير وصولا ً الى الرقة : معركة التحالف المقاوم من ايران وروسيا والحشد الشعبي والجيش السوري قد وحدت البنادق لعدو واحد مفترض ومدعوم امريكيا ً فالموصل أكبر معاقل داعش في المنطقة بات بخطر بعد دخول الحشد الشعبي الموصل ومحاصرة داعش في اخر 4 احياء مما اربك حسابات الأمريكي الذي اصبح يبحث عن مصادر اخرى لضمان هذا الكيان المتوحش في مكان أخر فكان الخيار دير الزور المدينة التي تعاني من حصار خانق منذ عامين من قبل هذا التنظيم الذي اراد ان ينسحب من الموصل المهزوم منها بانتصار جديد بدير الزور لأن تجميع المعارضة السورية بادلب اصبح يشكل خطر على داعش بالرقة حيث سيتم حشر كل المسلحين في كلا المدينتين وبعدها القضاء عليهم .. اليوم معارك دير الزور اثبتت للعالم ان داعش هي صنيعة الولايات المتحدة الأميريكة بعد عملية الانزال الأسبوع الماضي وتدمير كل البنى والخطوط التي من شأنها مساعدة الجيش السوري في معركة مع داعش بحيث ضمن التحالف لداعش محاصرة المدينة وتقوية جبهته فيها إلا ان أميريكا نسيت ان حسم كل المعادلات كان دائما من نصيب الجيش السوري في كل المناطق والمدن التي تم تطهيرها في التراب السوري فكانت الغارة الاسرائيلية في الأيام الماضية خير دليل على ان مستقبل الحرب في سوريا أصبحت بالربع الأخير والأيام المعدودة فحاول الكيان الصهيوني جر المنطقة لصراع جديد إلا حكمة القيادة السورية قد امتصت الغارة و وردت بطريقتها بالمكان والزمان المناسبيين . واليوم حامية المطار وكل الضباط والجنود في مدينة الدير يثبتون للعالم ماهية المقاتل السوري وصبره وصموده وخبرته الطويلة في حرب العصابات التي قد تعجز عنها اكبر دول العالم بغض النظر عن حجم جيوشها وتطور اسلحتها . اليوم الجيش العربي السوري سطر في دير الزور التاريخ بحبر دماء شهدائنا وجعل شوارع الدير وأزقتها مقبرة لدواعش ومشغيلها وتحولت هذه المدينة العريقة الى محرقة كبيرة لداعش فيها . حيث أكدت المصادر الميدانية عن خسائر كبيرة لهذا التنظيم الارهابي وان المعركة ليست كما يسوق لها قناة الجزيرة وأخواتها ان الأمور محسومة والوضع قد انتهى فالحقيقة هي العكس تماما ً فالطيران السوري والصديق الروسي قد أحرق مقاتلي التنظيم وأدواته ومعداته على الرغم من اننا نعرف جيدا ً كيف يقاتلون ماذا يشربون من حبوب هلوسة و مخدرة تجعلهم كالمنومين مغنطيسيا ً إلا ان المعادلة قد قلبت والمعركة أصبحت اقليمية وفالولايات المتحدة تحاول في اخر كروتها ان تكسب على ارض ورقة للتفاوض وروسيا وسوريا يحاولون الحفاظ على الكرة بملعبهم بعدما احرزوا العديد من الأهداف الرميات الحاسمة في الشباك الأمبريكية التي بدأت تغير نهجها مع بداية استلام ترامب الرئاسة واستعداد الحشد الشعبي الدخول في المعركة بعد الموصل المنتصرة مباشرة ً فالحدود العراقية مسيطر عليها والعراق وسوريا جنبا ً الى جنب ضد الارهاب والجيش السوري يقاتل في كل الاتجاهات فلا خوف على الدير من اي نتائج سلبية فكل مقومات الصمود والانتصار جاهزة بل خافوا على صدقا ً على مشغلي داعش واخواتها فنهايتهم ستكون حتما ً تحت حذاء الجندي السوري فمن ينتصر بحلب وحمص وريف اللاذقية أكيد سبقى منتصرا ً في الدير سواء ً عقد في الاستانة او جنيف او حتى واشنطن ذاته مؤتمرا ً لكن ليس للحل السياسي انما مؤتمرا ً دوليا ً لبحث آليه دفن جثث مقاتليهم في دير الزور وفي كل مكان يحاولون الدخول اليه .