العلاقات بين رام الله وعمان ليست كما ينبغي أن تكون، فهي في أغلب الاحيان متوترة، وقيادتا الشعبين تدركان الاسباب تماما، لكنهما تختلفان في طريقة التعاطي مع أسباب هذا التوتر، والناجم عن جهود وتحركات متعلقة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وعدم تنسيق المواقف بشأن ذلك، والجانب الاردني يتهم الجانب الفلسطيني بأنه يخفي الكثير من تفاصيل ما يدور بشأن ملف الصراع، كما أن التطورات في الاقليم وتسارع الاحداث فيه، وما يشهده من بناء تحالفات متباينة، عكس سلبا على العلاقات الفلسطينية الاردنية، مما يثير قلقا كبيرا وتخوفا من ارتدادات سلبية لهذا الفتور مما يؤثر على العلاقات المتميزة بين الجانبين.
ويحاول كل جانب اخفاء حقيقة ما يعتري هذه العلاقات من جمود يمنع التطور والتقدم، وتوتر فشلت محاولات عديدة لتبديده، وان كان هناك نجاح في تخفيف حدته، الا أنه ما يزال يسيطر على علاقات يفترض أن تكون متينة ومتنامية، ويتضح من متابعة هذا الجانب أن كلا الجانبين يفتقران الى استرايتجية سليمة مدروسة، في بناء العلاقات، وهذا يعني أن علاقاتهما من حيث الصفاء والتنسيق واتخاذ المواقف المشتركة المتفق بشأنها، يمكن وصفها بـ "الموسمية" وقد تصل، بل وصلت في مراحل عدة الى حد القطيعة.
ان التغيرات في الاقليم، وتحالفات المصالح وغالبيتها مبنية على العدوانية والدموية والارهاب، تفرض على القيادتين الفلسطينية والاردنية، الاقتراب الى درجة التلاحم والحذر من الانزلاق وراء هذه التحالفات، والتوجه فورا الى مراجعة كل جوانب العلاقات بينهما، حفاظا على تميزها وخصوصيتها، فأي مساس بالساحة الفلسطينية هو مساس بالساحة الاردنية، وتفادي التدخلات الشائنة والمحاولات الكيدية، والمواقف غير المدروسة ، وصولا الى المحافظة على العلاقات الاخوية هي مسؤولية القيادتين معا.