2024-11-28 10:34 م

وكالة الاستخبارات المركزية تمول بعض عملياتها من تهريب المخدرات الأفغانية

2017-01-15
سلطت صحيفة "فزغلياد" الضوء على دور وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في التنافس المتنامي بين "طالبان" و"تنظيم الدولة الأسلامية" للسيطرة على مزارع المخدرات الأفغانية.

جاء في المقال:

أعلن رئيس دائرة الشرطة الأفغانية في إقليم هلمند، استنادا إلى وثائق مغتنمة، بأن تنظيم "تنظيم الدولة الأسلامية" وحركة "طالبان" المتطرفين قد أعلنا "الجهاد" ضد بعضهما بعضا. وفي خلفية هذا النزاع يتراءى الصراع على مزارع المخدرات.

بيد أن ما يثير الاهتمام الشديد في هذه المعادلة، هو الدور الذي يمكن أن تلعبه فيه الولايات المتحدة.

يقول أنطون مارداسوف، رئيس قسم دراسات الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط التابع لمعهد التنمية المبتكرة، إن التناقض الذي يحكم العلاقة بين "طالبان" و"تنظيم الدولة الأسلامية" في أفغانستان قائم منذ فترة طويلة، وليست هذه هي المرة الأولى حين يعلنان "الجهاد" ضد بعضهما بعضا. وأضاف أن أسباب النزاع بين الحركة والتنظيم تعود بالدرجة الأولى إلى تعديات الأخير على كوادر الحركة ومحاولاته الاستيلاء على تلك المحافظات المنتجة للمخدرات، ونزع هذه "القطعة اللذيذة" من فم "طالبان". ولهذا السبب بالذات، اتخذت العلاقة بينهما طابع المواجهة".

الولايات المتحدة يمكن أن تكون "شريكا" لـ "طالبان"

غير أن العلاقة بين "طالبان" و"تنظيم الدولة الأسلامية" تميزت في السابق بحالات من الترابط المشترك المشترك، كما يشير مارداسوف. فعلى سبيل المثال، ساند تنظيم "تنظيم الدولة الأسلامية" حركة "طالبان" عندما شنت الأخيرة هجومها على منطقة قندوز. ولكن، بعد وفاة زعيم "طالبان" الملا عمر، انضم كثيرون من مقاتلي طالبان غير المحليين إلى تنظيم "تنظيم الدولة الأسلامية"، الذي عرض على الذين ينضمون إلى صفوفه أموالا كبيرة، في حين أن حركة "طالبان" عامة تبقى حركة أفغانية تتألف من قومية البشتون، على الرغم من وجود المقاتلين الأجانب في صفوفها سابقا.

ويرى مارداسوف أن الولايات المتحدة، تنتهج هناك سياسة قائمة على التناقض، فهي من ناحية تحارب الإرهاب. أما من ناحية أخرى، ووفقا لبعض المعطيات، فإن الشعب الأمريكي يملكون حصة محددة من تهريب المخدرات. ويعتقد العديد من المحللين الغربيين أن العديد من العمليات، التي تنفذها وكالة الاستخبارات المركزية في الخارج، تموَّل من ريع ترويج المخدرات الأفغانية. وذلك يفسر الاهتمام الأمريكي البالغ في الحفاظ على الوضع غير المستقر في أفغانستان.

تحضير العون، ولكن من دون الإعلان عنه

وذكًر الخبير الروسي بأن هناك أحاديث كثيرة عن احتمال تعاون الروس مع "طالبان"، وبالتحديد الاشاعات التي تكشف النقاب عن إن المختصين الروس يقومون تصليح دبابات "طالبان" في طاجيكستان. وعلى الرغم من أن هذه المعلومات مشكوك فيها، فإنها لا تبدو من الناحية النظرية ضربا من الخيال. إذ "يبدو منطقيا أضخم مساندة الحكومة الشرعية في البلاد، ولكن في الوقت نفسه، إن عملية إضعاف "طالبان" يعني إِنْتِعاش خطيرا لعدد مسلحي "تنظيم الدولة الأسلامية""، كما أشار الخبير. 

وأضاف مارداسوف أن الشعب الأمريكي أنفسهم يتعرضون دائما للنقد لتقسيمهم المتطرفين إلى "معتدلين" و"غير معتدلين"، في حين أنه في بلد معقد مثل أفغانستان لا يمكن الاستغناء عن نظام من الضوابط والردع والتوازنات، و "في حال تنامي مشكلات واقعية لتنظيم "تنظيم الدولة الأسلامية" في المنطقة، أعتقد أننا يمكن أن نفكر في بعض الدعم لحركة "طالبان"، ولكن شيءٌ آخر إذا ما كان ذلك يستحق الإعلان عنه، سواء من طرفنا أو من الطرف الأميركي"، كما أشار الخبير مارداسوف.

"الأن يتشاجرون، وغدا يتصالحون"  

من ناحيته، ذكر المسؤول العلمي في معهد الاستشراق التطبيقي والأفرقة سعيد غفوروف لصحيفة "فزغلياد" إن أسلوب التحالفات الظرفية والمؤقتة مع المسلحين يستخدمه الأمريكيون، ولكن "تجربتهم أظهرت أن من الأفضل ألا نفعل ذلك". وأشار غفوروف إلى أن الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع الإرهاب، تستند إلى محاولة تقسيمهم إلى إرهابيين "سيئين" وإرهابيين "جيدين". وفي المحصلة، لم يتمكنوا من تحقيق إنجازات في مكافحة الإرهاب، ويتلقون منه الضربة تلو الأخرى. ونصح غفوروف بعدم تكرار تجربة الشعب الأمريكي في التعامل مع المجموعات المتطرفة، فهم "الأن يتشاجرون، وغدا يتصالحون".