مؤتمر باريس للسلام، ليس مؤتمرا دوليا بالمعنى المعروف، أي ليس كغيره من المؤتمرات الدولية التي عقدت لبحث الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، أي ليس بذات الأهمية، وقراراته لن تكون ملزمة، ولن يناقش جوانب الصراع، وفتح مسارات جادة سليمة لايجاد حل يحمل امكانية حل هذا الصراع، بمعنى، أن الجانب الفلسطيني، لن يكسب من انعقاده سوى المكسب الاعلامي، واعادة احياء عملية السلام، بعد أن استعادت القضية الفلسطينية صداراتها على الساحة والمؤتمر المذكور ما يتخذه غير ملزم، واسرائيل أعلنت مسبقا أنها لن تدفع أية استحقاقات وقللت كثيرا من أهمية انعقاده.
وترى دوائر دبلوماسية أن هذا الحدث لن يحظى بأي اهتمام من الادارة الفرنسية التي سيتم انتخابها قريبا.. وكل الدلائل تشير الى فوز اليمين الفرنسي الذي أكد مساندته لاسرائيل برامج ومواقف ومخططات.
وتضيف الدوائر أن كل ما يمكن أن يصدر عن هذا المؤتمر الباريسي لن يتعدى الدعوة الى استئناف المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، وبالتالي، سيدفع المشاركون الى عقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي، وربما يكون المكان في موسكو، لعل هذا اللقاء يتيح العودة الى حل الدولتين، الذي يرى البعض أنه قد تبدد واصبح في خبر كان.
وتفيد الدوائر أن عقد مؤتمر باريس للسلام اتفق على التئامه، حفظا لماء الوجه في الأيام الاخيرة، لولاية الادارة الفرنسية الحالية بقيادة الرئيس أولاند، الذي سيغادر قصر الاليزيه قريبا، وبالتالي، لن يخرج المؤتمر أكثر من بيان شمولي ضبابي تم اعداده مسبقا.