خلال الحملة الانتخابية وبعد فوزه، أعلن دونالد ترامب مواقف خطيرة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، مؤكدا دعمه المطلق لتل أبيب، وهاجم بشدة قرار مجلس الأمن الدولي وهدد بنقل السفارة الأمريكية في تل أبيب الى القدس، وقام بتشكيل طاقم قيادي يعاونه في الحكم، المواقع المفصلية فيه تسلمها يهود أمريكيون، وداعمون للاستيطان، بما في ذلك سفير واشنطن الجديد في اسرائيل.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو: ماذا أعدت القيادة الفلسطينية للتعاطي مع الادارة الأمريكية الجديدة، ومواجهة، ما قد يقدم عليه من خطوات تمس الحق الفلسطيني، ومواقف، لم تجرؤ على اتخاذها الادارات الامريكية التي سبقته؟!
حتى الان، لا نرى ولا نلمس، خطوات اعداد وتغيير اتجاه هذه المسألة من الجانب الفلسطيني، فالشخوص هي نفسها، والنهج المتبع في التحرك، على حاله، ولا جديد على هذا الصعيد، رغم التكلس الموجود، وعدم الفكاءة المتفشية، واحتكار المواقع والضعف المهني الذي ظهر في أكثر من مناسبة ومعركة سياسية، وما يجري من تسريبه عن خيوط ممتدة، واستمزاج موصول، وعدم تشكيل طواقم مختصة لمواجهة هذا الحادث في واشنطن، وخوض معارك سياسية ناجحة، يدل على أن لا تقييم ولا تغيير، والشخوص أنفسهم،
وهذا، أحد مكامن الخلل والعجز، في الجهاز القيادي، وتعميق للاحتكار المواقعي، وسياسة رفع الجدران في وجه الكفاءات، وهذا لن يجدي نفعا، كما تؤكد الوقائع والدلائل.
عهد دونالد ترامب والادارة الأمريكية الجديدة، يثير قلقا كبيرا، قلق تترتب عليه أخطار أكبر وتهديدات قد تعصف بالحقوق والثوابت الفلسطينية، والمشروع الوطني الفلسطيني، ويفتح الأبواب لحلول التصفية التي تعهدت بها أنظمة الردة في المنطقة بالتنسيق والترتيب مع اسرائيل.
وتتحمل القيادة الفلسطينية وحدها المسؤولية في حال فشل المعارك التي ستندلع في العهد الامريكي الجديد، وبالتالي، هذه القيادة مدعوة لتقييم المواقف واحداث التغييرات اللازمة في ادوات المعارك، ولا بد من "عدة" جديدة، بدلا من العدة التي بدأت ــ منذ زمن طويل ــ تصدأ!!!!