2024-11-28 05:57 م

ما الذي تبقى من رئاسة أوباما الفاشلة ؟

2017-01-03
لقد فشل أوباما.. هذه هي الحقيقة ليس فقط بسبب الحقائق المحزنة مثل “الاعتراف الاقتصادي الأعلى السابق بالبيت الأبيض بأن 94% من جميع الوظائف الجديدة في عهد أوباما كانت بدوام جزئي”، أو كما كتب الاقتصاديون آلان كروجر، ولورانس كانز في النص الأصلي لتلك الدراسة: “يبدو أن 94% من صافي دخل نمو العمالة في الولايات المتحدة من العام 2005 حتى العام 2015 يظهر أنها نتجت عن ترتيبات العمل البديلة”.

 

وتشير “ترتيبات العمل البديل” إلى الأمريكيين الذين كانوا يعملون إلزاميًا بدوام جزئي فقط، إنهم ببساطة لا يجدون عمل بدوام كامل، على الرغم من أن هذا ما يرغبون به. وبعبارة أخرى، فشل أوباما ليس فقط بسبب تزايد نسبة موظفين المبيعات، وصانعي البرغر والقوى العاملة.

 

لم يكن فشل أوباما بسبب ارتفاع نسبة الفقر في الدوائر الانتخابية الأمريكية فقط، ومع ذلك، تحول هذا الواقع إلى أمر قاطع في خسارة هيلاري كلينتون أمام دونالد ترامب في يوم 8 نوفمبر، كما أشار نيت كوهن في صحيفة نيويورك تايمز، 23 ديسمبر، تحت عنوان “كيف انهار تحالف أوباما، تاركًا ثغرة لترامب”.

 

وكانت هيلاري تعمل على سجل الفقراء الخاص بأوباما، ومن أسباب فشل أوباما، عدد الناس الذي لا يحصى ممن قتلوا، والملايين الذين لا يحصون ممن أصبحوا لاجئين من الأماكن التي قصفها أوباما “أو أيًا من المعينين بنظامه”، ما تسبب في موت البعض وهرب البعض الآخر، لقد تبع تدمير جورج دبليو بوش للعراق وأفغانستان تدمير أوباما وساركوزي لليبيا وسوريا، حيث قام بتسليح عشرات الآلاف من الجهاديين لإنهاء نظام الأسد.

 

وتمت متابعة تدمير بوش أيضا بإبقاء أوباما للنظام الهمجي الذي استبدل رئيس هندوراس المنتخب ديمقراطيًا، مانويل زيلايا يوم 28 يونيو من عام 2009 بعد وقت قصير من دخول أوباما البيت الأبيض، وهذا النظام العسكري تسبب بدوره في ارتفاع معدل القتل في هندوراس إلى 50%؛ ليصبح الأعلى عالميًا، وهو ما تسبب في تحول مئات الآلاف من شعب هندوراس إلى مهاجرين غير شرعيين بالولايات المتحدة، والذين قام دونالد ترامب بعمل حملة ضدهم.

 

وهكذا خلق نظام أوباما معاناة خارج أمريكا أكثر من داخلها، وإخفاقات مثل هذه لم تكلف هيلاري كلينتون الكثير من الأصوات “إن وجد”، لأن معظم الناخبين ليس لديهم علم بهذه المسائل المتعلقة بالشؤون الخارجية، ولكن تلك الإخفاقات كانت في الحقيقة أكبر من إخفاقات أوباما في مسائل السياسة الداخلية للولايات المتحدة “التي يعرفها الناخبون”.

 

وشن ترامب حملة ضد المهاجرين غير الشرعيين، ولكنه لم ينتبه أبدًا لأولئك الفارين من الجحيم الذي خلقه النظام الأمريكي ليس في هندوراس فحسب، ولكن في غواتيمالا والسلفادور أيضًا من قبل، وكذلك المتضررين من الانقلابات وفرق الموت التي دربتها الولايات المتحدة.

 

ويقول الكاتب إريك زويسي، في إشارة إلى فشل أوباما، أنا لست جمهوريًا، أنا لست الشخص الذي يدين أوباما بتهمة كونه “ماركسي” مسلم، أو بعض الاتهامات البعيدة عن الواقع “الواقع الجمهوري جدًا بالنسبة للجمهوريين لكي يكونوا قادرين على الانتقاد، وبدلًا من ذلك تجاهلوا هذا الواقع واستشهدوا بـ(أسباب) وهمية ضده، والتي تشمل (لجان الموت) وافتراءات أخرى، والتي نسي الجمهوريون بشأنها بعد أن أصبحت مزاعم الاحتيال بحقه واضحة للجميع، ولكن الناس أصبحوا مهووسين بأنها فقط أكاذيب الجمهوريين”.

 

إن فشل أوباما لم يكن فقط لأنه محافظ بما يكفي أو “مسيحي”، كما اتهمه الجمهوريين باستمرار، ولكن بسبب أنه لم يكن تقدميًا بما يكفي، وبطرق عديدة، كان فعليًا أكثر تحفظًا بكثير من أي خطاب من خطاباته الازدواجية المعادية، إنه كذّاب موهوب للغاية، وكان ناجحًا بشكل مذهل في ذلك.

 

وأضاف زويسي: “أنا لا ألوم أوباما على الجمهوريين بالكونغرس الذين كانوا مهووسين بجعله رئيسًا فاشلًا، أكثر من اهتمامهم بجعل أمريكا أمة ناجحة، إن الجمهوريين يكذبون على الأقل بقدر ما يفعل هو، وبالتالي لا يلومه أحد على ما يفعله الجمهوريين لشل الفائدة التي كان يحاول تحقيقها فعليًا، مثل إغلاق جوانتانامو. إن الأمر متعلق فقط بفشل أوباما.

 

لقد كان فشل أوباما من صنع يديه، ولم يكن بسبب الأشياء النافعة التي منعه الجمهوريين من القيام بها. لقد كان هذا الفشل بسبب الأمور المروعة التي قام بها مثل “المعاهدات التجارية الفاشة وقتل القذافي وانقلاب أوكرانيا في العام 2014