كشف مقترح أمريكي عن نية اللوبي الصهيوني العالمي لوقف تحقيق عملية السلام مع الدولة الفلسطينية أو القبول بحل إقامة الدولتين، وفق ما تبنته الولايات المتحدة على لسان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وتصاعدت المساندة الدولية للقضية الفلسطينية بعد أن امتنعت الولايات المتحدة عن استخدام حق الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقف المستوطنات الإسرائيلية وهو ما جعل نحو14دولة توافق على القرار، إلا ن تحركات اللوبي اليهودي على مستوى دُوِّلَ الْكُرَةُ الْأَرْضِيَّةُ وخاصة الولايات المتحدة تحاول عرقلة الحل والاستمرار في بناء المستوطنات.
واقترح جون بولتون، ممثل الولايات المتحدة السابق بالأمم المتحدة، في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال، أنه لكي يتم إنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، ينبغي اتباع حل "الثلاث دول" والذي ينص على إعادة قطاع غزة إلى مصر، وجعل الضفة الغربية تابعة الأردن.
حَكَى فِي غُضُونٌ قليل طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تصريحات جون كيري وزير الخارجية الأمريكية حددت خيار حل القضية الفلسطينية بإقامة دولتين في المنطقة لكن الأمر يحتاج إلى مراجعة، وتنفيذ من أَثْناء لقواعد الست التي طالما أعلنت عنها الولايات المتحدة من قبل.
وأوضح "فهمي" في تصريح خاص لـ"صحيفة البيان" أن الأمر لا يحتاج إلى دولتين أو ثلاث دول إذا ما تم الاحتكام إلى القرار الدولي رقم 181 الصادر في سَنَة 1947 والقاضي بإِبْلاغ دولتين على أرض الواقع، أحدهما يهودية قائمة ودولة عربية يجب أن تنشأ على ما تبقي من الحدود وفق القرار، وستقبل إسرائيل بهذا القرار؛ لأنه الذي أنشأ دولتهم، وبالتالي التمسك بنص هذا القرار هو بداية لإيجاد الحل، لكن الحديث على أي خيارات أخرى كإنشاء دولة ثنائية القومية أو دولة واحدة ديمقراطية يعتبر كلامًا غير منطقي.
وأوضح أنه يجب أنت تبدأ مفاوضات شاملة على القضايا الرئيسة وهي: "المستوطنون واللاجئون وحدود الدولة والقدس وصُورَةِ العلاقات بين الدولتين".
وأشار إلى أن مقترح جون بولتون، ممثل الولايات المتحدة السابق بالأمم المتحدة، الخاص بتقسيم الْأَرَاضِي الْفِلَسْطِينِيَّةُ الْمُحْتَلَّةُ بإعطاء غزة للقدس كونها كانت تحت إدارتها لفترة من الزمن والضفة الغربية التي كانت تديرها الأردن أيضًا لفترة زمنية هو مقترح قديم ويهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ومحو الدولة العربية من على الخريطة وتشتيت الفلسطينيين، ولن ترضي به مصر أو الأردن.
وفي نفس السياق، يرى سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أن غزة كانت تابعة لمصر من قبل وكذالك الضفة الغربية بالنسبة للأردن، والحديث عنهم يرَسَّخَ أن الولايات المتحدة تريد أن تبين أنها تداولت جميع القضايا لتوضيح موقفها.
إلا أن اللاوندي تساءل عن موقف الولايات المتحدة من الحديث في مثل هذا التوقيت والسعي لوضع حل للقضية الفلسطينية قبل أيام من ختم وَقْتُ أوباما التي استمرت لنحو 8 سنوات وقبل مجيء أوباما؟ مشيرًا إلى أنه قد يكون من أجل تَزْيين وجهة الإدارة الأمريكية الراحلة عن البيت الأبيض، ومن ثم لن تفعل أي شيء في التوصل إلى حل.
وأوضح أنه لن يكون هناك حل خارج إطار قيام الدولتين والحديث عن مقترح تَشْطِير الْأَرَاضِي الْفِلَسْطِينِيَّةُ الْمُحْتَلَّةُ هو من باب تمييع القضية وتركها بدون حل.
المصدر : المصريون