2024-11-28 11:47 م

الرئيس عباس: قرار مجلس الأمن بإدانة الاستيطان أكد الأسس القانونية للحل

2016-12-25
بيت لحم/ قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس إن العالم قال كلمته أن "الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 بما فيها القدس الشرقية غير شرعي".

وأضاف سيادته، في كلمته خلال حفل العشاء الذي أقامته طائفة الفرنسيسكان في بيت لحم لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، أن "هذا ما قاله العالم أجمع، العالم صمت 36 عاما ونحن نطالب بموقف من هذا الاستيطان، لكن مع الأسف لم يستجب، ولكن بالأمس العالم وقف جميعه إلى جانبنا وأيدنا، وأعني بجميعه الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن التي صوتت، من أميركا وبريطانيا والصين وروسيا إلى آخرها، كلها وقفت إلى جانب هذا القرار، ما يعني أن العالم يقول لإسرائيل عليكم أن تنتبهوا وأن تتراجعوا عن هذه السياسة الخاطئة التي لا يمكن أن تأتي بسلام ونحن نقول لهم إذا شئتم فهذه أرضية".

وتابع الرئيس أن "ما حدث بالأمس لم يحل القضية وإنما وصفها، وأكد على الأسس القانونية للحل وهو أن الاستيطان غير شرعي".

وقال سيادته: "لذلك نقول للجانب الإسرائيلي تعالوا لنجلس إلى طاولة المفاوضات لنبحث كل القضايا العالقة بيننا لنحلها بنوايا طيبة، فنحن جيران في هذا المكان المقدس، ونريد السلام، لكم دولتكم ولنا دولتنا لنعيش جنبا إلى جنب بأمن واستقرار، فإذا وافقتم على ذلك فإن 57 دولة عربية وإسلامية جاهزة وستبادر فورا إلى الاعتراف بإسرائيل"، مضيفا: "الآن أنتم تعيشون في جزيرة معزولة، ولكن إذا وافقتم على ذلك (المبادرة العربية) فستعيشون بسلام واستقرار معنا".

وتابع: "هناك أيضا مؤتمر باريس للسلام الذي سيعقد في شهر يناير المقبل الذي ستحضره 70 دولة ليقول نفس الكلام الذي قيل بالأمس في مجلس الأمن، تعالوا أيها الإسرائيليون لنجلس على طاولة المفاوضات، على هذه الأسس التي أقرها المجتمع الدولي منذ 70 عاما، اجلسوا أنتم والفلسطينيون ونحن نراقبكم".

وأردف سيادته أن "مرجعيات عملية السلام ستكون مطروحة على الطاولة، وسيتم تحديد آلية دولية لتنفيذها من أجل أن ترعى هذا الحوار، 7 دول أو 10 دول، لا مانع، مع تحديد جدول زمني ووقت للتنفيذ، وإذا تمت هذه الأمور تكون الأبواب قد فتحت أمام تحقيق السلام"، معربا عن شكره للرئيس الفرنسي هولاند على جهوده من أجل تحقيق السلام من خلال هذا المؤتمر.

وقال: "سنتشرف أيضا بلقاء البابا في الفاتيكان الذي تربطنا به علاقات صداقة متينة منذ توليه منصبه، ولا ننسى أن البابا أعلن الاعتراف بدولة فلسطين، وكذلك مملكة السويد التي أعلنت هي الأخرى الاعتراف بدولة فلسطين"، معربا عن أمله بأن تحذو دول العالم حذو الفاتيكان والسويد بالاعتراف بدولة فلسطين.

ورحب سيادته بضيوف فلسطين "الذين شاركونا في احتفالات أعياد الميلاد المجيدة، السفير الأردني ممثلا عن أخينا وشقيقنا جلالة الملك عبد الله الثاني السباق دوما والحريص على المشاركة في هذه الاحتفالات، وممثل مالطا الذي تربطه بنا علاقات تاريخية وصداقة".

وتقدم الرئيس "بجميع التهاني بعيد ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، رسول الإنسانية والسلام الذي نحتفل به جميعا في الأرض المقدسة".

وقال إن "وجودنا بينكم اليوم واجب علينا لنعيش الأعياد مع أخوتنا وعلينا أن نفعل ذلك دائما، كما كان عيد المولد النبوي هو عيدكم كذلك أعياد الميلاد هي أعيادنا جميعا".

وأضاف أن العام الحالي شهد أحداثا أليمة أبرزها تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة على يد إرهابيين ومتطرفين لا يعرفون الدين ولا الإنسانية والأمة كلها منهم براء من هذا العمل البشع، لذلك نعزي مرة أخرى أشقاءنا وإخواننا في مصر ونقول لهم صبر جميل، كذلك حصلت أحداث أخرى مماثلة كأحداث الكرك البغيضة التي أدت إلى استشهاد عدد من أشقائنا الأردنيين ونقول لإخوتنا في الأردن تعازينا الحارة ونحن معكم في محاربة الإرهاب أينما كان ومن أي جهة كانت، كذلك نقول لأصدقائنا الألمان نحن معكم ضد الأحداث الإرهابية التي وقعت عندكم، ونقول أيضا لأصدقائنا الروس نعزيكم بمقتل السفير الروسي في أنقرة".

وأكد سيادته أن "هذه الأحداث أليمة ونستذكرها بكل المعاني والكلمات ونحن ضدها ونحاربها ونقف إلى جانب من يحاربها، نحن ضد الإرهاب والعنف، كذلك نقدم التعازي بكل ضحايا هذه الأحداث الإرهابية"، مشيرا إلى أن العام الحالي شهد أيضا أحداثا هامة ومفيدة ومريحة، منها ما حصل الأمس في مجلس الأمن الدولي، "حيث حصلنا على قرار يدين الاستيطان وأنه غير شرعي ولا بد أن ينتهي".

وقال: "نحن سعيدون باستمرار دعمنا للأماكن المقدسة، ولا ننسى في هذا المجال دور الملك عبد الله الثاني الذي يقف دائما وأبدا حصنا حصينا لحماية الأماكن المقدسة وصيانتها والوقوف أمام أي اعتداءات تتعرض لها من أي جهة كانت"، موجها التحية والتقدير لجلالة الملك عبد الله الثاني الذي دوره مستمر منذ عقود طويلة.

كما شكر سيادته كل الدول في مجلس الأمن الدولي "التي وقفت إلى جانبنا وأيدتنا، ونبدأ بالدول الأربع ومصر التي رعت المشروع ودعمته، والولايات المتحدة التي أشكرها على موقفها لأنهم قالوا إننا لن نرفع أيدينا لصالح القرار وأن ما قالته مندوبتهم في مجلس الأمن هو عبارة عن تأييد، ونتفهم موقفهم بالوقوف على الحياد، ورغم ذلك نشكرهم على موقفهم، وبالمناسبة نجدد التهنئة للرئيس ترامب بانتخابه رئيسا للولايات المتحدة ونتمنى العمل معه من أجل تحقيق السلام والاستقرار".