2024-11-28 09:55 م

إغتيال السفير الروسي في تركيا... أبعاد وتداعيات

2016-12-22
القدس/المنـار/ اغتيال السفير الروسي في العاصمة التركية أندريه كارلوف، يشكل نقطة تحول في تشابك العلاقات والمواقف في الاقليم، وهو تطور له تداعياته التي ستترجم على الارض في اكثر من ساحة، وعامل ضغط سيفرض على النظام العثماني في تركيا الخروج من لعبة ازدواجية المواقف.
أما الجهة التي تقف وراء هذا الحادث المشين، فهي احدى الدول الراعية للارهاب وعصاباته، أرادات من اغتيال السفير الروسي، خلط الأوراق، وتصعيد التحريض ضد الدور الروسي في مكافحة الارهاب، اضافة الى التوهم بأن مثل هذا الحادث قد يرفع معنويات العصابات الارهابية المنهارة، وفشل سياسة رعاة الارهاب، وقد يكون واردا، أن من بين الأهداف، الوصول الى قطيعة بين موسكو وأنقرة، الى درجة التصادم فوق الساحة السورية، التي يصر داعمو الارهاب على أن حل أزمتها هو بالحلول العسكرية، وذلك مع اقتراب عقد لقاءات يرجى منها التوصل الى حل سياسي للازمة السورية، بمشاركة تركية ايرانية روسية.
حادث الاغتيال، أدخل تركيا في دائرة الشلل الاقتصادي، وضرب السياحة التي تشكل موردا ورافد كبير للاقتصاد التركي، قد تستغله قوى المعارضة للضغط على النظام الاخواني في أنقرة، وان لم يكن الأمر كذلك، قد يكون حادث الاغتيال ضغطا على النظام المذكور للابتعاد عن الموقف الروسي، أو التنسيق معه بشأن الأزمة السورية، والعودة بالكامل الى محور دعم الارهاب الذي يضم أمريكا وفرنسا وبريطانيا واسرائيل، وبشكل خاص المملكة الوهابية السعودية ومشيخة قطر، وهناك من يرى أن جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي غير راضٍ عن سياسات أردوغان، وتخشى نكوصا من جانبه عن مواصلة الحرب القذرة في الاراضي السورية، غير أن المؤكد وحسب دوائر سياسية عديدة متابعة لأحداث الاقليم أن تركيا سوف تتأثر اقتصاديا بشكل سلبي، وأن النظام القائم في أنقرة، لن يجد بديلا عن التعاون مع روسيا، خاصة وأن هناك عدة أخطار تهدد هذا النظام من داخل تركيا نفسها، وهذا التعاون مع موسكو اذا تواصل بعد هذا الحادث، فان موسكو ستطالبه الى حسم موقفه من الاحداث الجارية في الاقليم وفي سوريا تحديدا، حسم يعني انهاء سياسة "الازدواجيةط التي ينتهجها رجب أردوغان.
اما تأثير هذا الحادث المأساوي على موسكو، فيكون برد فعل مدروس يتمثل في تكثيف دعمها للدولة السورية، وزيادة ضغطها على العصابات الارهابية التي كانت اداة تنفيذ اغتيال السفير الروسي، وقبله اسقاط الطائرة الروسية، ولن يقتصر الرد الروسي على الساحة السورية فقط، بل سيتعداه بأشكال مختلفة باتجاه الدول المنخرطة في دعم العصابات الارهابية، وتدخلها الدموي الشائن في سوريا، وغيرها، فهذه الدول الخليجية مارست حربا اعلامية تحريضية قذرة ضد روسيا وسياستها وموففها الداعم للدولة السورية والمتصدي للارهاب التكفيري الذي يهدد ليس الاقليم فقط، بل الساحة الدولية.
الماكنة الاعلامية للنظام الوهابي السعودي لعبت دورا كبيرا في التحريض على الدولة الروسية والموقف الروسي الفاعل في مكافحة الارهاب، وهذا التحريض يقف وراء حادث اغتيال السفير الروسي في تركيا، وما يزال التحريض مستمرا بشكل تصاعدي، من حيث "دبلجة" الصور الكاذبة، من مناطق مختلفة من العالم وتسويقها على أنها من داخل مدينة حلب، والصاق تهمة ذلك بروسيا والدولة السورية.
ولوحظت "الشماتة" واضحة تثير الاشمئزاز من وسائل الاعلام الوهابي السعودي، حيث أوردت حادثة اغتيال السفير الروسي مرات عديدة، وتفاصيله لعدة دقائق، مما يعني أن الماكنة الاعلامية للسعودية وتحريضها على موسكو، تقف وراء اغتيال السفير الروسي في أنقرة، لذلك، يؤكد كثيرون من المراقبين بأن حادثة اغتيال السفير الروسي، هي بداية نهاية أنظمة الردة في الخليج وعلى رأسها النظام التكفيري الوهابي التضليلي في الرياض.
وهناك ملاحظات على هامش عملية الاغتيال الجبانة التي نفذتها الأيادي التكفيرية:
الملاحظة الاولى: أن مرتكب الجريمة تصرف وكأنه يؤدي لقطة في فيلم له مخرجه، وأبطاله.
الملاحظة الثانية: المجرم هو عنصر متدرب يعمل في أجهزة الحكم الاردوغاني ويعمل ضمن لوائح انضباطية متعارف عليها في دوائر الحراسة الشرطية.
الملاحظة الثالثة: تم تصوير فيلم عملية الاغتيال بالكامل من بدايته حتى نهايته.
الملاحظة الرابعة: كان بالامكان القاء القبض على المجرم حيا واقتياده للتحقيق، لكنه، قتل على أيدي أجهزة الامن بعد فترة من تنفيذ عملية الاغتيال.
الملاحظة الخامسة: لم يتم التعرض للمجرم حتى أدى الدور الذي أوكل اليه، وهو التلفظ بلفظ الجلالة، الله أكبر، وكأن صاحب العزة، مشارك في هذه الجريمة البشعة وبأمر من عنده!!!