2024-11-28 08:34 م

عملية "الكرك" الارهابية... الأبعاد والتداعيات والردود المطلوبـة!!

2016-12-19
القدس/المنـار/ الأعمال الارهابية الاجرامية التي ارتكبتها خلايا مسلحة في مناطق بالأردن وراح ضحيتها عدد من رجال الأمن والمواطنين الاردنيين، هي أعمال مدانة بشدة، ومن فعل العصابات الارهابية التي ترعاها دول خليجية كالمملكة الوهابية ومشيخة قطر والامارات العاملة في خدمة واشنطن، والممولة لمؤامرة ضرب الاستقرار في الساحات العربية.
ولهذه الأعمال أسبابها ودوافعها ولها تداعياتها، وهي رسائل بمدلولات خطيرة، فالساحة الأردنية استقبلت أعدادا كثيرة من المرتزقة في سنوات ماضية، وبترتيب مع اركان المؤامرة الارهابية على سوريا والساحات العربية افتتحت معسكرات خاصة لتدريب المرتزقة، ومن ثم ضخهم الى داخل الاراضي السورية عبر مسارات وفرتها القيادة الاردنية، وكان للنظام الوهابي التكفيري في الرياض اليد الطولى في مثل هذه القرارات وتمويلها، مما شكل انتقاصا من السيادة الاردنية، وفي الاردن عملت الطواقم الاستخبارية من جنسيات مختلفة بحرية مطلقة في توجيه الارهابيين نحو الاراضي السورية، والخطوة الأخطر التي اتخذتها القيادة الاردنية مشاركتها في المخطط الامريكي الاوروبي الخليجي التركي وهو مخطط حذرت منه قيادات سياسية وأمنية ونقابية أردنية، ورفض القيادة لهذه التحذيرات تمثل بالسماح للالاف من الاردنيين الالتحاق بالعصابات الارهابية والمغادرة الى سوريا لارتكاب مجازر بشعة بحق أبناء سوريا واطلاق النار على جنود الجيش السوري الذي واجه المؤامرة والحرب الكونية الارهابية بثبات وشجاعة وما يزال.
وقد حذرت القيادة السورية مرارا من تداعيات الارهاب، وعلى الاردن بشكل خاص، وقد تأكدت صحة هذه التحذيرات عندما ضربت الساحة الاردنية عمليات ارهابية في اربد وغيرها، غير أن القيادة الاردنية، ولعوامل عدة، بقيت تمنح التسهيلات لانتهاكات النظام السعودي التضليلي للسيادة الاردنية، هذا النظام الذي حول الساحة الاردنية لمركز انطلاق وتدريب وتحشيد للارهابيين، وانطلاقهم، بشكل علني ومن مسارات مرسومة نحو الاراضي السورية.
وجاءت العملية الارهابية في "القطرانة" و "الكرك" لتؤكد أن الارتداد الارهابي قد حصل، وهذه العملية لن تكون الاخيرة، بل هي رسالة مفادها أن الاستقرار في الساحة الاردنية مستهدفة من جانب العصابات الارهابية ورعاتها في الدوحة والرياض وأنقرة وأبو ظبي، خاصة وأن هناك تصفية حسابات بين الدوحة وعمان، في اطار التنافس غير المعلن لاحتواء الساحات والسيطرة عليها وكسب الواقع بين نظام آل سعود ونظام آل ثاني، وبالتالي، المتابع لما شهدته مدينة الكرك، يجد أن هناك مخططا ارهابيا قيد التنفيذ بدأت حلقاته تتضح في الاردن، فالخلايا الارهابية النائمة كثيرة، ومخازن السلاح متوفرة، والارهابيون غالبيتهم يحملون الجنسية الاردنية، فهم غادروا علانية من الاردن للحاق بعصابات الارهاب، وها هم يعودون الى الاردن بفكر تخريبي وهابي تكفيري، بمعنى أن بلدهم يوفر لهم حاضنة آمنة، سيمضي وقت طويل قبل أن يقتلعهم الجيش الاردني وأجهزة الاردن الأمنية.
دوائر متابعة في الساحة الاردنية، ترى أن هذا الحدث الاجرامي في الكرك سيدفع الاردنيين الى اتخاذ موقف أكثر وضوحا وحزما، مما تتعرض له ساحتهم، بمعنى أن هذه الساحة سوف تشهد ردود فعل جادة تطالب قيادتهم بكف يد السعودية الوهابية عن اللعب بالساحة الاردنية، وانتهاك سيادتها والسيطرة على قرارات القيادة الاردنية، أيا كانت الاثمان والاردنيون، سيعلنون علانية وقوفهم مع شعب سوريا ودولته وجيشه  ولا تستبعد الدوائر أن تنطلق مظاهرات شعبية منددة بالارهعاب وعصاباته ورعاته ومموليه، وهذا يعني أن الاردن قد دخل مرحلة جديدة، مرحلة الانسحاب من تحالفات العداء للشعب السوري، الرافض للمؤامرات التي تستهدف ضرب الاستقرار في الساحات العربية، وما لم تدعم القيادة الاردنية، الموقف الذي يتخذه الشعب الأردني، فان الساحة الاردنية ستتلقى المزيد من الضربات الارهابية، وستظل كافة الاحتمالات مفتوحة، وستجد هذه القيادة نفسها مضطرة للوقوف مع شعبها، خاصة أنها تدرك ما تخطط له مشيخة قطر ضد الاردن منذ سنوات.
العملية الارهابية في الكرك، هي ارتداد ارهابي بتنفيذ من ارهابيين، صدرت اليهم التعليمات من رعاة العصابات الارهابية، والقيادة الاردنية وأجهزتها الأمنية، تعلم ذلك جيدا، ولخطورة هذه العملية الارهابية، وما حملته من رسائل ودلالات، ستدفع هذه الاجهزة الى البدء فورا بملاحقة الخلايا الارهابية النائمة واعتقال مناصريها، وفي ذات الوقت، بل قبل كل شيء اغلاق المسارات الحدودية في وجوه الارهابيين، واعادة العلاقات مع الدولة السورية التي حذرت مرارا من الارتداد الارهابي على دول الجوار.
هذا العمل الارهابي في مدينة الكرك الاردنية، هو من بين تداعيات الهزائم المتلاحقة التي منيت بها العصابات الارهابية، عملية ترى فيها هذه العصابات وسيلة لرفع معنويات الارهابيين المنهارة، خاصة بعد تحرير مدينة حلب على أيدي الجيش السوري وحلفائه.