في المنطقة الشرقية من حلب، وبعد دخول الجيش السوري اليها، كانت المفاجأة، مستودعات ضخمة مليئة بالأغذية والأسلحة، مصدرها تركيا والولايات المتحدة، أطنان من المواد التموينية مكدسة في مخازن الارهابيين، في وقت كان المتآمرون يصرخون، بأن أهالي حلب يفتقرون الى المواد التموينية الاساسية. أمريكا وحلفاؤها، لا يريدون حسما للحرب، أو حلا سياسيا لها، فضخ السلاح والمرتزقة لم يتوقف، والخبراء في جبهات القتال الى جانب الارهابيين، والمملكة الوهابية السعودية تحول شحنات الاسلحة الى عصابة النصرة، بعلم أمريكا بغطاء ما يسمى بالجيش الحر الذي تموله الولايات المتحدة.
واستنادا الى التطورات الاخيرة المتلاحقة في منطقة حلب، وما ذكر عن جبهة اشتعال جديدة في تدمر، يطرح تساؤل، وهو، ما هو رد فعل روسيا التي ساهمت بقوة في طرد الارهابيين من المدينة الاثرية تدمر، هذه المنطقة التي تربط سوريا بثلاث دول محيطة، وليست بعيدة عن أرياف دمشق التي تشهد تسوية أوضاع للارهابيين الذين تواجدوا منذ سنوات في هذه المنطقة.
معارك حلب واقتراب الحسم هناك، فتح الابواب على كل الاحتمالات والسيناريوهات المرعبة، ففي الموصل عصابة داعش مستهدفة حتى من أركان المؤامرة، وهي نفسها تقوم بنقل ارهابيي العصابة الى أماكن آمنة، وفي سوريا ما تزال داعش تحظى برعاية واشنطن وحلفائها، تماما كعصابة النصرة، وكلا العصابتين تتنقلان في جبهات القتال وفق أهواء ورغبات ومصالح الولايات المتحدة.
الأزمة السورية تزداد تعقيدا، وهناك استنفار واسع في صفوف المشاركين في الحرب الارهابية على سوريا المستمرة منذ ستة أعوام، استنفار عنوانه اطالة أمد الحرب، واشتعال الجيش السوري بفتح جبهات قتال جديدة، ردا على انتصاراته في حلب، وريف العاصمة السورية، وترافق هذه الخطط والسيناريوهات المستهدفة الدولة السورية حرب اعلامية شرسة، تخدم تلك الخطط والسيناريوهات، بهدف الارباك والتضليل ورفع معنويات العصابات الارهابية والتغطية على هزائمها وخسائرها.