2024-11-28 11:51 م

تحذيرات جادة من السقوط في الفخ القطري؟!

2016-12-12
القدس/المنـار/ سنوات طويلة و "البيض الفلسطيني" في السلة الأمريكية، دون أن تكون هناك تباشير خير، أو امال جادة حقيقية، وما يزال البعض يصر على أن يبقى هذا البيض مكانه، رغم الضربات المؤلمة التي تلقاها الفلسطينيون على أيدي رعاة "عملية السلام" الامريكيين، الذين لم يمارسوا ضغوطا جادة لوقف الممارسات الاسرائيلية.
ويبدو أن خارطة التحالفات المشكلة أو تلك التي يجري العمل على اقامتها، قد سلبت من القيادة الفلسطينية العديد من القناعات وأزاغتها عن المسار السليم وسطوع الحقائق، وخضعت لمن ليس لديهم القدرة على النصح والمشورة والذين يبنون تقديراتهم على "وشوشة" من هنا، وتقرير كاذب من هناك، تختلط فيه الاحقاد الشخصية، وضحالة التفكير وقصر النظر.. لذلك، نرى أن هناك توجها متزايدا يقترب تحقيقه، لنقل هذا "البيض" أو جزء منه الى سلة جواسيس العصر ورعاة الارهاب في مشيخة قطر، تحريضا على مصر، واستقطابا لورقة هامة حساسة هي الورقة الفلسطينية، لتلعب بها المشيخة كما تشاء، وفي كل الاتجاهات بما يخدم مصالحها.
ووضع البيض الفلسطيني في السلة القطرية، يعني أن أصابع العثمانيين الجدد وجماعة الاخوان ستعبث بهذا البيض، ومدوده على الفلسطينيين سيكون صفرا.
ان الاعتماد على مشيخة قطر، في أي شأن كان، هو السقوط والخطيئة، فالصغر لا يمنح ورقة مؤثرة، والجاسوس لا يؤتمن على قضية مقدسة ومصلحة شعب بأكمله، فالصغار في قطر هم الذين يسفكون دماء أبنا سوريا والعراق ومصر واليمن، فكيف اذن، تتجه القيادة الفلسطينية، لتمنح هؤلاء الصغار دورا في الملف الفلسطيني، وهم المرتمون في أحضان الصهاينة.
تقول دوائر سياسية متابعة، أن الصراعات الهامشية، والاحتراب الداخلي، وردود الفعل غير المدروسة، يجب أن لا تحرف القيادة الفلسطينية عن البوصلة الاساس، والتوجه نحو الاختراق، وتضييع الامال وتدمير الانجازات، فمشيخة قطر لها مصالحها وأدوارها، وكلها معادية، وتخدم أعداء الأمة، والمؤامرة الارهابية التي تتعرض لها الساحات العربية، وتشكل المشيخة أحد اقطابها، ممولة للارهاب وداعمة له، وهذه المؤامرة تستهدف في الاساس وفي المحصلة النهائية تصفية القضية الفلسطينية، فهل يعقل أن تمنح المشيخة القطرية وكر التجسس والخيانة، الوصاية على الملف الفلسطيني.
وما نشهده اليوم ــ تضيف الدوائر ــ هو مخطط لافتعال الازمات والمشاكل والتوتر لدفع القيادة الفلسطينية نحو الحضن القطري، وفك الارتباط مع مصر صاحبة الدور والحريصة على قضية فلسطين منذ بدء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وما يجري الدفع به، الى الحضن القطري هو جزء من المؤامرة التي تتعرض لها مصر وشعب فلسطين، والابتعاد عن القاهرة، والابقاء على حالة التوتر بين القيادتين الفلسطينية والمصرية هو مشاركة في المؤامرة على شعب مصر!!
ان المرحلة الجديدة، والتشابك في الملفات والمعادلات الجديدة التي تصاغ، وافتضاح أهداف المؤامرة الارهابية على الأمة، تفرض على القيادة الفلسطينية اتخاذ توجهات وصياغة مواقف جديدة، مستندة الى الدراسة السليمة وسلامة التشاور خدمة للشعب وحماية لقضية من الاندثار والتصفية، هذه المرحلة ومعالمها واضحة وتطوراتها ذات دلالات ومعاني كبيرة، يمكن ادراك تداعياتها، تتطلب نسج علاقات مع أطراف في المنطقة، غابت عن ذهن القيادة الفلسطينية عمدا أو جهلا، فلماذا مثلا، لا تنسج علاقات قوية مع ايران، وتمتينها مع روسيا، والحفاظ عليها مع مصر، وذلك خدمة لشعب يبحث بكل الوسائل لاستعادة حقوقه، وبالتالي، هو بحاجة الى قبول الدعم الحقيقي من كل الجهات الصادقة الرافضة للاستعمار والاحتلال والارهاب.