التعنت الاسرائيلي، لا تقابله أية ردود جادة وصادقة، والقيادة الفلسطينية لم تتخذ حتى الان مواقف مؤلمة، توجع الاحتلال وتدفعه للكف عن مواصلة نهب الاراضي واستيطانها، فلا مواقف دولية جادة، والتخاذل العربي سيد الموقف، والقيادة الفلسطينية ما تزال في حالة انتظار، يطيلها الانقسام والتصارع المواقعي، وكل هذه العوامل هيأت مناخا ملائما لاسرائيل لبناء عشرات آلاف الوحدات الاستيطانية، هذا الوضع الذي يوشك على الانفجار بفعل السياسة الاسرائيلية، بحاجة أولا، الى موقف فلسطيني تنفيذ خطوات عملية على الارض، فالانتظار بات هلاكا، وتوقع "الخير" من دول التطبيع سرابا، والركون الى موقف دولي وحازم يوقف التوسع الاستيطان مضيعة للوقت.
القيادة الفلسطينية مدعوة الى البحث السريع عن خيارات للرد، كذلك، في يدها سلاح سحب اعتراف منظمة التحرير باسرائيل، ردا على سياساتها العنصرية الاستيطانية والقمعية، وعدم انصياعها للقرارات الدولية وجهود السلام، وهذا يجب أن تسبقه توقف عن التصارع والاحتراب الشخصي، وانهاء الانقسام المدمر، وما عدا ذلك، لا طائل تحته.
وأيضا علاج العجز الذي ينخر المؤسسة الدبلوماسية، المنشغلة في ترجمة سياسة الاحقاد الشخصية والاستزلام، والخلو من الكفاءات، والانشغال فقط في التعيينات والترفيعات، فالدبلوماسية الفلسطينية تحصد الفشل تلو الاخر، ولا قدرة لها ــ لأسباب كثيرة ــ على مواجهة الدبلوماسية الاسرائيلية، لذلك، وضع اليد على الخلل ومعالجة الانحرافات والتجاوزات والتدقيق في القرارات الطريق لتفعيل وتنشيط الدبلوماسية الفلسطينية، التي لم يعد لها تأثير في الساحتين الاقليمية والدولية، منذ سنوات، مكتفية باصدار البيانات لا أكثر، وباتت مجرد هيكل وظيفي، لا حول له ولا قوة، ينشط في قضايا هامشية، لا علاقة لها بتاتا في التصدي للدبلوماسية الاسرائيلية، وهذا العجز والفشل تتحمل مسؤوليته دائرة صنع القرار، غير المتابعة لما يجري في الوزارات والهيئات، وما يملأ ردهاتها من تجاوزات وسلبيات.