الاعلام الاسرائيلي وخلفه قيادات حزبية وسياسية خارج الحكم وداخله، يرى في مطالبة الاردن بوقف الانتهاكات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية استيطانا واعتداء على الأماكن الدينية، هجوما على اسرائيل وعدوانا، ومشاركة في حرب تشن على اسرائيل وممارساتها في المحافل الدولية.
دوائر دبلوماسية، تفيد بأن اسرائيل مستمرة في سياسة احتضان الأنظمة العربية، والتحالف معها، وهذا ما نراه من خلال العلاقات المتطورة والمتقدمة بين تل أبيب وكل من الرياض وأبو ظبي والدوحة، تضاف اليها أنقرة، حيث منح السلطان العثماني الجديد أردوغان لاسرائيل ما طلبته وخططت له، هذا التحالف تريد اسرائيل من ورائه، أن لا تنطلق من أية عاصمة عربية أية تصريحات ومواقف احتجاجية على ما تقوم به من ممارسات في الاراضي الفلسطينية من قمع واستيطان وتهويد، وذلك في اطار مخطط تصفية القضية الفلسطينية برضى عربي وصمت دولي.
ويبدو أن الاردن تدرك أبعاد ما تسعى اليه اسرائيل، وتدرك أيضا، أن أي حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي تمهد وتخطط له اسرائيل مع أنظمة الردة في الخليج، له تداعيات خطيرة على الساحة الاردنية، وهذا ما يفسر الموقف الاردني المنتقد لسياسة اسرائيل، هذا الانتقاد الذي ترى فيه اسرائيل مشاركة في حرب دبلوماسية في المحافل الدولية تشن ضد ممارساتها القمعية وبأشكال مختلفة.
إن الاعلام الاسرائيلي الذي يخوض حرب تشهير وشائعات وتجن بايعاز ودعم من جانب المستوى السياسي في اسرائيل، دليل على تخدي تل أبيب لكل جهود السلام ومبادراته وترجمة لسياسة عزل الدول العربية عن أي ارتباط بشعب فلسطين وقضيته، وهنا يفترض من جانب الاعلام العربي في كل الساحات التصدي للمخطط الاسرائيلي واسناد الاردن في مواقفه الرافضة لسياسات الاحتلال.