2024-11-28 08:37 م

تركيا وأسرائيل صعود نحو الهاويه والسقوط قريب ..

2016-12-03
كتب جمال محسن العفلق 
بين تركيا واسرائيل تحالف تاريخي لم ينقطع يوما ولم يتوقف التنسيق بينهما منذ اعلان ما يسمى الكيان الصهيوني وهذا التعاون وان فتر في بعض الاحيان اعلاميا الا انه موجود ومستمر . ففي تركيا عقدة اسمها عقدت انهيار الدوله العثمانية وهزيميتن في الحرب العالمية الاولى ومن ثم الثانية ، اما ما يسمى اسرائيل فمشروعها اسرائيل الكبرى لم ينتهي ولكن الصهيونية تعلم انها لا يمكنها السيطره عسكريا على هذا الامتداد الجغرافي من الفرات الى النيل وهو ما دفعها الى تجنيد الاتراك اولا من خلال اتفاقيات المياه وكذلك من خلال دعم حكومة تخدم الحلم الصهيوني وهي حكومة اردوغان الذي لم يتوقف طوال سنوات حكمة عن شتم اسرائيل والادعاء بحق الفلسطينين بارضهم ولكن كل خطاباته تناقض علاقته العميقة بالكيان الصهيوني واستطاعت كل من تركيا والكيان الصهيوني تجنيد مجموعات تعمل على تحقيق اهدافهم ففي الشمال السوري نجد العصابات الارهابية تطالب ليل نهار تركيا بالدخول الى سورية عسكريا وتطالب بمنطقه عازلة ، وفي الجنوب تخرج دعوات من الجماعات الارهابية الاخرى وتتعاون مع الكيان الصهيوني وتطالبه بالدخول العسكري وهذا ليس بالغريب فمن يقتل ابناء وطنه ويسرق الناس ويمنع عنهم الماء والدواء لا يصعب علية ان يبيع وطنه . ويبقى السؤال هل تركيا واسرائيل قادرتان بالفعل على تغيير الواقع العسكري في سورية والدخول بشكل علني في الحرب ؟؟ من المعروف ان الكيان الصهيوني يمتلك قوة عسكرية كبيرة مدعومة من الولايات المتحده الامريكية ويمتلك هذا الكيان الاسلحة النووية والمحرمة دوليا ولكنة سيبقى عاجز عن استخدامها ، اما تركيا بلد التناقضات السياسية فهي ضعيفة اقتصاديا وغير قادره على مثل هذه المغامرة ، ففي تركيا اصوات اليسار واصوات اخرى ترفض دخول تركيا في حرب واذا ما فكر اردوغان بالفعل اعلان حربة (( الحلم )) فسوف يجد نفسة معزولا وخصوصا ان الداخل التركي لم يعد يحتمل شطحات وخطابات هذا الرجل الذي يقول شيء ومن ثم يعتذر او يبرر وهو ما يدل على فقدان السيطره على القرارات . وفي اسوء الاحوال سنضع سيناريو يقول : ان جنود اردوغان او جنود الكيان الصهيوني دخلوا الاراضي السورية لسبب او لاخر فمن يضمن عودتهم ؟ هذا السؤال الذي سيكون السياسيين في تركيا وفي الكيان الصهيوني عاجزين عن الاجابة علية فالبرغم من كل ما فعلته الجماعات الارهابية في سورية وبالرغم من الحصار الدولي والاقليمي ان الحالة السورية اثبتت ان الولاء للوطن عند اكثر الوريين هو ولاء فطري لا يمكن انتزاعه من صدور الناس ولا يمكن لتلك الفقاعات والاستعراضات الاعلامية ان تؤثر علية ولهذا نجد ان تركيا لوطوال السنوات السته الماضية عاجزة عن الدخول وقد حاول الاتراك مرارا جر الجيش السوري الى مواجهه مباشره ولكنهم فشلوا منذ اسقاط الطائره التركية وتركيا تقوم بكل الاعمال الاستفزازية لاخذ ذريعة لاعلان الحرب اما على جبهة الجنوب فالكيان الصهيوني لم يستطع صنع الجيب العميل الذي يستطيع تسهيل الامر على جنود الكيان اذا ما اوكل لهم مهمة دخول الاراضي السورية . لقد كشفت السنوات الاخيره وهن الكيان الصهيوني وحجم الفساد السياسي والمالي لدية كما كشفت السنوات السته عشر الماضية ان ما يسمى اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت وكل هذه الاستعراضات الاعلامية والمناورات العسكرية ليست الا عجز عن الردع . فاسطورة اقوى جيش انهارت منذ سنوات ولم يعد مقبولا اليوم ان تسجل اسرائيل اي انتصار ، فالحسابات هنا ليست على امتار بالجغرافيا ولا بالاعلام انما بواقع من سيحتمل الحرب لفترة اطول ؟ اما الذين يراهنون على تدخل الكيان الصهيوني عسكريا وبشكل مباشر ويرسلون رسائل السلام ويعدون الكيان الغاصب بما لا يملكون ، عليهم ان يعيدوا حساباتهم من جديد وعليهم ان يكونوا اكثر حكمة في قراءة التاريخ ، وتجربة ما سمي في حينها جيش لبنان الجنوبي اكبر دليل عن تخلي الكيان الغاصب عن من يخدمة في لحظة الحقيقه ، والذين يناشدون تركيا ويحلمون بعودة العثمانين تحت حجة اقامة دولة الخلافة فعليهم ان يعلموا ان دولة الخلافة لا يمكن ان يكون اردوغان مؤسسها فمثله لا يمكن ان يكون خليفة ومن اطلق علية هذا اللقب تحببا او تقربا علية ان يعلم ان الخليفة لا يتحالف مع الكيان الصهيوني وهذا نقض الدعوة ومبطلها اليوم يحكم كل من تركيا والكيان الصهيوني مجموعة من الحالمين الذين يتسابقون نحو الهاوية وتدمير انفسهم قبل تدمير المنطقة ، فالحلم العثماني ينهار اليوم على اسوار حلب وحرب تحرير المدينة من قطعان الارهاب مستمرة وما يعلنة الارهابيون انفسهم يثبت ضعفهم وانقيادهم للمشروع الخارجي ،أما في الجنوب حيث تتساقط الجماعات الارهابية بين مستسلمة واخرى ساكنة بلا حراك عاجزة عن عمل اي شيء وما سيحمله المستقبل القريب ان كل هذه المجموعات سوف تتقاتل على الحصص فيما بينها بعدما شح التمويل فالمليارات التي صرفت على هذه المجموعات تبخرت واكثرها اليوم في المصارف الغربية ، اما اعلامهم فهو عاجز عن تقديم افلام ومسرحيات للضحك على الجمهور . ان كل من تركيا والكيان الصهيوني يعملان بالفعل على الاراضي السورية وهذا ليس بسر ولكن الحديث عن حرب مباشره وعدوان هو امر مختلف ونتائجة ستكون كارثية على المنطقة بشكل العام وعلى من سيعتدي بشكل خاص ، ان التهديد بحرب كونية لم يعد يعنينا فليس لدينا ما نخسره وعلى اصحاب المشاريع الكبرى والاستثمارات عبر البحار ان يخافوا فهم الذين سوف يخسرون ، فالقضية هي قضية شعب من حقه ان يحيى الحياة الكريمة والقضية هي قضية حق يجب ان يعاد الى اصحابة عاجلا ام اجلا .