2024-11-25 02:53 م

جهود اسرائيلية حثيثة لاستدراج الشباب العربي عبر مواقع التواصل

2016-12-03
تكشف المعلومات الواردة من داخل الكيان الصهيوني كيف يولي العدوّ الاسرائيلي أهمية قصوى لاستهداف الشباب العربي واستدراجهم الى أشكالٍ متعدّدة من التطبيع. موقع "المصدر" الاسرائيلي الناطق باللغة العربية نشر تحقيقًا أعدّته الصحفية الصهيونية هداس هروش يُبرز الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية في "تل أبيب" للوصول والتواصل مع شبابٍ عرب.

بحسب الموقع، يركّز عدد من الإسرائيليين التابعين لقسم "الدبلوماسية الرقمية" العربية في وزارة الخارجية على التواصل مع شباب عرب من جميع أنحاء العالم. نحو عشرة مسؤولين يعملون على كتابة المنشورات ونشر الصور وترجمة المواد من العبرية إلى العربية وكتابة تعليقات للمتصفحين على مواقع التواصل الاجتماعي.

توضح الصحفية في تحقيقها أن مصطلح "الدبلوماسية الرقمية" حديث نسبيًّا، فقد افتُتح قسم في هذا المجال قبل 5 سنوات فقط، حينها أدركت وزارة الخارجية الاسرائيلية أنّ هناك فرصًا جديدة للتأثير في الرأي العام.

وفي هذا السياق، تنقل هروش عن الناطق بلسان وزارة الخارجية الاسرائيلي باللغة العربية حسن كعبية قوله: "قبل 10 سنوات عملتُ في السفارة الإسرائيلية في مصر وعشتُ في القاهرة.. كنتُ أتجول في المقاهي، وأرى كل الشباب يجلسون وبحوزتهم الحواسيب النقالة، ويتصفّحون في الإنترنت. فأدركت أنّ هذه هي الطريقة التي يتواصل عبرها الشباب اليوم مع الإعلام".
بدوره، يقول رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية باللغة العربية في وزارة الخارجية الاسرائيلية يوناتان جونين "يعيش في الشرق الأوسط 250 مليون مواطن عربي، من بينهم 145 مليون يستخدمون الإنترنت، ويستخدم 80 مليون الفيس بوك، ويشير الى أن القسم بدأ بالعمل عام 2011، عندما أدركنا أن الطريقة الأفضل للتوجه إلى الشباب العرب هي الفيس بوك. أصبحت اليوم هذه الطريقة الأفضل للتأثير في الرأي العام".

التقرير يُبيّن أن عدد متابعي صفحة الفيس بوك (صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية) التي يديرها قسم الدبلوماسية الرقمية يبلغ أكثر من 910 ألف متابع، معظمهم من الشباب في سنّ 18 حتى 24 عاما، يعيش معظم المتابعين في  مصر، ولكن يتابعها عراقيون، مغاربة، أردنيون وفلسطينيون أيضًا، ويكتبون تعليقات في صفحتهم.

أما صفحة وزارة الخارجية الاسرائيلية على موقع "تويتر" فيتابعها وفق التحقيق أكثر من 83 ألف متابع، الكثير منهم صحفيون، دبلوماسيون و"قادة رأي عام"، وهنا يقول يوناتان جونين "عندما يشارك مثل هؤلاء الأشخاص تغريداتنا، فنحن نعلم أنّ رسالتنا تصل إلى عدد كبير جدا من الأشخاص".

بحسب التحقيق، تسمح صفحات الـ"فيس بوك" هذه لممثلي وزارة الخارجية بالتوجه مباشرة إلى القراء العرب، الذي يحاولون عبرها تحسين صورة "إسرائيل"، ويشير كعبية الى أنه "قبل 10 سنوات لم تربطنا أية علاقة بالناس في العالم العربي. لم نكن نعلم حتى ماذا يُكتب في صحفهم. ومن المثيرة للدهشة كيف أصبحنت تربطنا علاقة مباشرة مع الناس اليوم، فنحن نتجاوز الحكومات والإعلام ونصل مباشرة إلى المواطن العربي".

ويظهر التحقيق أن المواد التي يشاركها المسؤولون في قسم الدبلوماسية الرقمية  تتضمّن معلومات أساسية عن "إسرائيل" (على سبيل المثال عدد السكان، عدد المسلمين الذين يعيشون فيها، وكيف تبدو الحياة فيها)، مقاطع فيديو وأغان لمطربين إسرائيليين، ومواضيع "حساسة" وجادّة مثل "الديمقراطية الإسرائيلية" وقرارات الحكومة.

وترى معدّة التحقيق أن التحدّي الذي يواجهه العاملون في قسم الدبلوماسية الرقمية ليس سهلًا، فالحديث يدور عن أشخاص ترعرعوا على كراهية "إسرائيل". وفي الواقع، يمكن العثور على الكثير جدا من الشتائم في صفحتهم على فيس بوك. وعلى الرغم من ذلك، فهم يردّون على معظم التعليقات، ولا يحظرون المستخدمين، أو يخفون التعليقات. كعيبة "في السابق كنا نردّ عليهم بالشتائم. واليوم نحن نردّ بصورة دبلوماسية ومؤدّبة، ونجلب أيضًا حقائق تدحض ادعاءاتهم. وأحيانا نردّ بفكاهة أيضًا. على سبيل المثال عندما يكتبون لا يوجد شيء اسمه إسرائيل، نردّ: "صحيح، نحن نكتب لكم من أرض الخيال".

التحقيق يتوقّف عند ما أسماه "القصص الأكثر إثارة للاهتمام: أحد الأنشطة الأكثر إثارة للاهتمام مما يقوم به قسم العربية في وزارة الخارجية، هو إحضار وفود من الصحفيين من جميع أنحاء العالم العربي إلى "إسرائيل".

ويكشف التحقيق أن الناطق بلسان وزارة الخارجية الاسرائيلي باللغة العربية حسن كعبية يبدأ العلاقة معهم بنفسه. أحيانا يتواصل معهم عبر الفيس بوك، وفي أحيان أخرى يكتب تعليقا على مقال لهم. هكذا تتطور العلاقة، ومن ثم تتقدم عبر المراسلة الخاصة عبر البريد الإلكتروني، وفي النهاية يحصل تواصل هاتفي. عندما يشعر كعبية بأنّه نجح في تحقيق ثقة الصحفيين، يعرض عليهم زيارة الأراضي المحتلة والتعرّف إليها عن قرب.

وتؤكد الصحافية بناءً على كلام كعيبة أنه في الزيارات التي ينظّمها كعبية للبعثات العربية إلى "إسرائيل"، وجميعها بالمناسبة يحظى بخدمة VIP وتموّلها الدولة بالكامل، يتجول مع الزوار في كل الأماكن الرسمية، مثل الكنيست ومتحف الهولوكوست ياد فاشيم، ولكن الجزء الأكثر إثارة للاهتمام هو تحديدا الأماكن غير الرسمية التي يزورونها.

ويخلص التحقيق الى أنه حتى الآن زارت الأراضي المحتلة بعثات من العراق، مصر، المغرب، الأردن، تونس، وحتى صحفيون أكراد من سوريا، كما وصلت وفود من شبان عرب يعيشون في أوروبا، معظمهم صحفيون، طلاب جامعيون أو محامون.
المصدر/ "العهد" الاخباري