فرض مجلس الامن الدولي،عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي واطلاقها الصواريخ البالستية ووفقا للقرار فانه يتوجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اتخاذ الإجراءات اللازمة لاغلاق جميع المكاتب والشركات والحسابات البنكية في كوريا الشمالية في غضون 90 يوما ما لم تستثن منها المكاتب او الحسابات المطلوبة لتقديم المساعدات الإنسانية او المرتبطة بأنشطة دبلوماسية او أنشطة الأمم المتحدة . وفي اتصال هاتفي مع سعادة سفير كوريا الشمالية بالجزائر حول الموضوع ، بعث إلينا رسالة أهم ما جاء فيها " ... لا يملك مجلس الأمن للأمم المتحدة أية صلاحيات تمنع دولا مستقلة ذات السيادة من ممارسة الحق السيادي مثل تدابير لازمة لتعزيز القدرة الدفاعية مثل التجارب النووية ولا يحدد ميثاق الأمم المتحدة أو القوانين الدولية أن التجارب النووية تشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين . لقد قام حتى الآن عدد كبير من البلدان وفي مقدمتها كافة الدول الأعضاء الدائمين للمجلس بالتجارب النووية واطلاق الصواريخ بآلاف مرة، إلا أن مجلس الأمن للأمم المتحدة لم يكن مرة للحيلولة دون ذلك..." . والواقع أن هذه العقوبات لا يمكن أن نفهمها إلا في إطار الأساليب العامة التي تستعملها أمريكا ضد الدول التي لا تخضع لإرادتها ! ؟ . على كل حال اعتقد أن مشكلات الشعب الكوري الشمالي ستبرز وتكبر أكثر مما كانت في عهد ترامب ، إذ لا بد لهذا الأخير من شيء جديد للخروج من المأزق الذي تتخبط فيه دول شبه جزيرة كوريا من جراء الحرب الباردة القائمة بين الكوريتين . واعتقد أن سياسة ترامب في هذا الصدد ستصطدم بمشكلتين : الأولى هي سياسة الصين التي تسلكها اتجاه كوريا الشمالية والثانية هي القوة النووية لهذه الأخيرة . وإذا كان ترامب لا يستطيع أن يجد بسرعة الوسائل التي يمكن أن تؤدي الى السلام في المنطقة فإن حرب شاملة يمكن أن تندلع في أي لحظة . وهكذا يبدو أن المنطقة ستعرف المزيد من التوتر في عهد ترامب ، وخاصة أن رجال المال الأمريكيون ينظرون الى دول شبه جزيرة كوريا على أنها منطقة توسع عظيمة الأهمية . لا أظن أن احد يستطيع الوقوف في وجه كوريا الشمالية ويمنعها من التسلح النووي ، و أمريكا لا تستطيع أن تبقى الى ما لا نهاية في هذه المعضلة وهذا معناه أن العالم اليوم ينظر ويزن تصرفات ترامب اتجاه كوريا الشمالية .