2024-11-28 11:47 م

إسرائيل تتوغّل في حوض اليرموك بذريعة محاربة «داعش»

2016-12-02
منذ أعلنت الولايات المتحدة الأميركية تشكيل «التحالف الدولي» تحت عنوان محاربة «داعش»، بعد سيطرة الأخير على مدينة الموصل العراقية في 10 حزيران 2014، تحوّل قتال التنظيم و«مكافحة الإرهاب» ذريعة للتدخل العسكري الأجنبي المباشر، جوّاً وبرّاً في سوريا والعراق.

وسمح تمدّد «داعش» خلال العامين الماضيين للقوى الغربية والإقليمية، لا سيّما الولايات المتحدة وتركيا، بالتمدّد العسكري وبناء القواعد العسكرية في الغرب العراقي والشرق والشمال السوريين، بغية قتال التنظيم باستخدام القوّة الجويّة، ونشر مئات بل آلاف الجنود والضباط من الوحدات الخاصّة الأميركية والفرنسية والبريطانية والألمانية والتركية، التي تقود مجموعات من المتعاملين معها تحت مسمّى «قوات محليّة» مدرّبة في معسكراتها، تمهيداً لإدارة هذه الجماعات الأرض التي «تحرّرها» ضمن إدارات محليّة، بديلاً من الدول الوطنية المركزية.
وكما كانت الحدود العراقية السورية هدفاً للقوات المدعومة أميركياً وأردنياً، على شاكلة «جيش سوريا الجديد» الذي يحاول الانتشار في نواحي معبر التنف الحدودي قرب مثلّث الحدود السورية ــ العراقية ــ الأردنية وصولاً إلى معبر القائم ومدينة البوكمال، فإن الجنوب السوري لم يبقَ طويلاً بعيداً عن هذه المعادلة في ظلّ الأطماع الإسرائيلية، خصوصاً بعد أن استطاع «داعش» تشكيل «إقليم» خاص به في مثلّث الحدود «السورية ــ الأردنية ــ الجولان المحتل» في منطقة حوض اليرموك، بداية تحت جناح ما كان يسمّى «لواء شهداء اليرموك» وقائده أبو علي البريدي الملقّب بـ«الخال»، ثمّ تحوّل بعد اندماجه مع «حركة المثنّى» (حركة تكفيرية التصقت طويلاً بجبهة النصرة مستفيدةً من دعم «الموك»، قبل أن تعلن فصائل «الموك» الحرب عليها) إلى «جيش خالد بن الوليد».
ودعم الأردنيون و«غرفة الموك» طويلاً جماعات المعارضة المسلّحة المتحالفة مع «جبهة فتح الشام/ جبهة النصرة» في الجنوب لقتال الجيش السوري، ولاحقاً لقتال «داعش»، فيما تتكفّل إسرائيل بدورها بمدّ هذه المجموعات بالعلاجات الطبيّة داخل مشافي الكيان المحتل، وتقدم لهم الدعم اللوجستي والمعلوماتي، فضلاً عن بعض الأسلحة والذخائر «الناعمة».
وكما هي الحال بين تركيا و«داعش» في الشمال والانقلاب التركي على التنظيم في الأشهر الأخيرة، بعد سنوات من الدعم العسكري واللوجستي وتسهيل مرور الإرهابيين الأجانب من مختلف أنحاء العالم إلى الأراضي السورية والعراقية، انتهت «شهور العسل» والتعاون الإسرائيلي في الجنوب السوري مع «لواء شهداء اليرموك» والبريدي في السنوات الأولى من الأزمة. وحصل «الخال» (قُتل في تفجير انتحاري للنصرة) في أعوام 2012 و2013 و2014 على امتيازات من شعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، منها تسهيل أمور جرحى المسلحين الآتين عبره للعلاج في مشافي الكيان المحتل، وحصوله على شبكات اتصال وأرقام خلوية إسرائيلية تصعب على الاستخبارات السورية متابعتها ورصدها، في الوقت الذي كان يجمع فيه عدداً كبيراً من المدرعات والدبابات والأسلحة المتوسّطة.
ولم تكد واشنطن تضع «لواء شهداء اليرموك» على لائحة الإرهاب في حزيران الماضي، ويعلن وزير الدفاع أشتون كارتر في نهاية تموز الماضي نية «التحالف الدولي» «فتح جبهة جديدة ضد إرهاب داعش في الجنوب السوري»، حتى دخل جيش العدوّ على خط التذرّع بـ«مكافحة الإرهاب» والحرب على «داعش»، بدءاً من شبه جزيرة سيناء المصرية وصولاً إلى حوض اليرموك، عبر تسليط الضوء على وجود «داعش» قرب حدود الجولان المحتل، علماً بأن «الإمارة الداعشية» يزيد عمرها على عام ونصف عام (راجع «الأخبار»، العدد