نضال حمادة
قبل سنتين من الان كان ملك الاردن عبدالله الثاني يجري تعديلات دستورية استعدادا لوصول هيلاري كلينتون، لمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة وكان الملك عبدالله قد عزز صلاحياته الدستورية وجعل تعيين قادة القطاعات في الجيش وقادة الاجهزة الامنية في المملكة الاردنية الهاشمية من صلاحياته مباشرة ، بعدما كانت هذه التعيينات تتم من قبل رؤوساء الوزراء المتعاقبين وما اكثرهم في الاردن.
مصادر اردنية متابعة للصراع على السلطة في المملكة الاردنية الهاشمية قالت في حديث لموقع العهد الاخباري، أن هيلاري كلينتون كانت لا تود الملك الاردني وتقيم علاقات متينة وقريبة مع الملكة نور زوجة الملك حسين والتي تحضر ابنها حمزة ليكون وريث العرش الملكي الاردني بالاتفاق مع كلينتون والفريق القريب منها، وكانت الملكة نور قد قدمت تمويلا لحملة كلينتون الانتخابية حسب المصادر الاردنية التي قالت ان تقارير بهذا الشأن وصلت للملك الاردني وحسب المصادر الاردنية كان عبدالله الثاني على علم بنوايا كلينتون بتغييره في حال وصولها لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية وهو تحضر لهذا الامر عبر خطين:
1 – اجراء تعديلات دستورية وضعت صلاحيات كبيرة في يده
2- فتح خط اتصال مع جبهة العمل الاسلامي الجمعية المعبرة عن جماعة الاخوان المسلمين في الاردن وذلك عبر زوجته الفلسطينية الاصل الملكة رانية.
في استعداداته لوصول كلينتون ناقش عبدالله الثاني مع جماعة الاخوان المسلمين الاردنية موضوع تعيين ابنه ملكا إذا ما قررت واشنطن عزله بعد وصول كلينتون، وقدم الملك عبدالله لجماعة الاخوان تسهيلات سياسية كبيرة خلال السنتين الماضيتين، كما انه منع كل الملاحقات الامنية التي كانت الجماعة عرضة لها خصوصا بعد سقوط حكم مرسي في مصر، وتعاطى عبدالله الثاني مع الحرب السورية بطريقة لم تثر غضب جماعة الاخوان المسلمين في الاردن، وكان في احيان كثيرة يتم هذا الامر على حساب وعود قطعها مرات عديدة للرئيس فلاديمير بوتين بتهدئة الجبهة الجنوبية في سوريا والتعاون مع الامن السورية في تلك المنطقة.
بعد وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توطدت العلاقة بينه وبين الملك عبدالله الثاني، الذي زار موسكو في السنوات الاخيرة اكثر مما زار لندن او واشنطن، وكان ملك الاردن قد وعد بوتين بوقف الدعم لبعض الفصائل في الجنوب السوري لكنه لم يلتزم كليا بهذا الوعد، غير انه في المقابل رفض طلبا سعوديا اميريكيا بارسال الجيش الاردني الى عمق ثمانية كلم داخل الاراضي السورية، وهذا ما حافظ على خط العلاقة الجيدة بينه وبين بوتين، وتفيد المصادر الاردنية ان عبدالله الثاني وعد بوتين خلال اتصال جرى بينهما خلال الشهر الماضي بوقف الدعم الاردني للفصائل المنضوية تحت عنوان غرفة الموك، ويرجح ان يلتزم ملك الاردن هذا الوعد بعد وصول ترامب، كما أن تعاظم التدخل العسكري الروسي في سوريا يلعب دورا في هذا الامر .
في السياق، لم تعد عمان المركز الرئيس لغرفة الموك الداعمة والمسيرة للفصائل السورية المسلحة في الجنوب السوري، وتفيد المعلومات ان العمل الاساس لهذه الغرفة تم نقله الى فلسطين المحتلة، حيث يرعى الجيش الاسرائيلي مباشرة مجموعات جبهة النصرة والفصائل العاملة في منطقة القنيطرة وعلى الحدود السورية الفلسطينية في الجولان السوري، ويظهر من عملية الانتقال هذه أن الدول العاملة في الموك لم تعد تحبذ العاصمة الاردنية عمان لعملها، في الوقت نفسه تظهر اشارات الى توتر كبير في العلاقات بين السعودية والاردن على خلفية التقارب الاردني مع روسيا ومع الامارات، وعدم الانخراط الاردني في الجنوب السوري كما تريد السعودية ، وظهرت اشارات هذا التوتر في وقف الاستثمارات السعودية في الاردن، وفي عملية اغتيال الكاتب الاردني ناهض حتر الذي تتهم المخابرات الاردنية نظيرتها السعودية بتدبيره وتنفيذه وهذا ما سوف نتحدث عنه قريبا.
المصدر/ موقع "العهد" الاخباري