على مدار الأسبوعين الماضيين، مضت الهند قدما في عملية إبطال وسحب الأوراق النقدية من فئتي 500 و1000 روبية (7 و15 دولارا أمريكيا) كجزء من حملة لمكافحة الفساد والتهرب الضريبي.
وفيما اصطف الهنود لإيداع واستبدال العملات الورقية الجديدة بأخرى قديمة، يبدأ البنك المركزي ممارسة واسعة النطاق لإتلاف أكثر من 22 مليار ورقة مالية ملغاة.
وقالت وكالة بلومبرج في تقرير صدر حديثا: إن هذه الأوراق المالية الملغاة إذا وضعت كومة واحدة فوق بعضها البعض سيبلغ ارتفاعها 300 ضعف ارتفاع جبل إيفرست.
وبحسب "الألمانية" ، تبلغ قيمة أوراق العملة الملغاة 86 في المائة من إجمالي قيمة العملة في البلاد ونحو ربع الـ 90 مليار ورقة نقدية المتداولة، وفقا لبنك الاحتياطي الهندي (آر بي آي).
واوضح مسؤولو البنك: إنهم سيعاملون هذه الأوراق النقدية كالعملة المهترئة، ما يعني أنه سيتم فرم الأوراق النقدية كافة وتحويلها إلى قوالب صغيرة أو قويلبات للوقود.
وتصنع هذه القويلبات عادة في الهند من النفايات الزراعية، ويمكن استخدامها لأغراض الطهي والتدفئة، وكذلك للحصول على الوقود في المصانع.
وقالت البانا كيللاوالا المتحدثة باسم بنك الاحتياطى "لكون هذه القويلبات مصنوعة من النقد المفروم، فهي هشة ولن تخدم هذا الغرض، ولذلك ستلقى في مقالب القمامة".
وأضافت كيللاوالا أن بعضا من العملة الممزقة سيتم تحويله إلى قطع توضع فوق الأوراق لمنع تطايرها، أو حوامل للأقلام أو قطع لوضع أكواب الشاى عليها "صينية" أو في صناعة التذكارات للضيوف أو للاستخدام في البنوك.
وأوضح مسؤولو البنك: إن التعامل مع الكميات الهائلة من العملة التي لا قيمة لها لا يمثل تحديا لوجستيا.
وقالت المتحدثة باسم البنك الاحتياطي " لدينا قدرات لاتلاف النقدية لأن هناك آلات كافية. وهذا جزء من الروتين بالنسبة لنا".
ومن بين أكبر الاقتصادات كثيفة النقدية في العالم، فالهند هي ثاني أكبر منتج ومستهلك لأوراق العملة بعد الصين.
وتعدم المصارف المركزية حول العالم أوراق النقد بطرق مختلفة. حتى عام 1990، كان بنك إنجلترا يحرق العملات، وذلك باستخدام الطاقة التي يتم توليدها من هذه العملية في اغراض التدفئة في البنك. وحديثا بدأ بإعادة تدويرها باستخدام مواد معالجة واستعمالها كسماد محسن للتربة من أجل الزراعة.
وذكرت صحيفة إيكونوميك تايمز في عام 2012، أن البنك المركزي المجري أحرق الأوراق القديمة لمساعدة المحتاجين خلال فصل الشتاء. وحول البنك تلك الأوراق النقدية إلى قويلبات وقود وأرسلها إلى المنظمات الإنسانية.