مازالت معركة حلب تشغل إهتمام وسائل الإعلام سواء كانت العربية أو الغربية، لاسيما وأن وتيرة الأحداث تتسارع بشكل لافت هناك، فهذه الحرب يخوضها الجيش السوري وحلفاؤه من جهة، ومن جهة أخرى جماعات المحيسني والجولاني، التي تملك غرف العمليات الدولية المشتركة وتترأسها أمريكا لدعم الفصائل المسلحة والقوى المتطرفة الأخرى، ويقود معاركها ضباط غربيين وأتراك، فبعد تقدم الجيش السوري وحلفاؤه في أحياء حلب فلا غريب لنا أن نسمع اليوم تصريحات الرئيس الأسد عن قرب حسم معركة حلب ونهاية داعش وأخواتها في المنطقة.
كعادة الجماعات المسلحة وأتباعها، متخبطة في تصريحاتها الإعلامية، إنتصارات وهمية وإعترافات متناقضة مصحوبة بالتوتر والإحباط، التي أصبحت على شفى حفرة من إنهيار قدرتها وقوتها، ووجدت نفسها عاجزة عن مواجهة وإختراق الجيش، وباتت في موقف تبحث فيه لنفسها عن مخرج من المأزق الذي تورطت فيه لأنها فشلت تماماً في تحقيق أهداف وأطماع داعميها مما إضطرها الى إرتكاب مجازر بحق المدنيين في مختلف مناطق سورية.
اليوم يؤكد الجيش السوري جهوزيته الكاملة لإستعادة كافة المناطق التي وقعت في قبضة الفصائل المسلحة والجماعات الأخرى التي شاركتها في العملية، كداعش وجيش فتح الشام، إذا ما أخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة للحشد العسكري الروسي على السواحل السورية من حاملات طائرات وغواصات وأنظمة دفاع الجوي، وتأتي هذه الغارات متزامنة مع إعلان الجيش السوري بدء عملية عسكرية جوية واسعة ضد مواقع ومقرات وتحصينات التنظيمات المتطرفة على محور حلب وإدلب التي تهدف إلى إستنزاف قدراتها وقطع طرق الإمدادات.
في هذا السياق يواصل الجيش السوري وحلفاؤه هجومهم باتجاه محاور غربيِ وشمال غربي مدينة حلب وكبدوا المسلحين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات في المنصورة وخوابي العسل والراشدين أربعة وخمسة وخان العسل وريتان وكفر حمرا، وأحرز الجيش تقدماً كبيراً في محيط دوار بعيدين شمال شرق حلب، بذلك تمكن من إحكام الطوق على أحياء حلب الشرقية، وصد محاولات كسر الطوق كافة، بعد أن تم تشكيل قبضة حديدية ضخمة من أجل تطهير المدينة وضواحيها بعد أن إنسحب المسلحين المتمركزين في منطقتي الراشدين 4 و5 لتبقى مسألة تقدم قوات الجيش والتثبيت في المنطقة الواقعة غرب حلب مسألة وقت، وبعد ذلك يستعد الجيش السوري وحلفاؤه لمعركتهم المنتظرة في إدلب، التي تعدُّ معقلاً رئيسياً للإرهابيين، وفي غضون ذلك، يقوم الجيش السوري وحلفاؤه بعمليات تتبع ومراقبه واستهداف بالطيران الحربي لكل قوافل الإمداد لجبهة النصرة وحلفائها.
في نفس السياق إرتفعت وتيرة المطالبة الشعبية بخروج المسلحين من أحياء حلب، ووصلت إلى مستوى شن بعض المواطنين هجمات على مقراتهم، كما خرجت خلال الأسبوع الماضي ما لا يقل عن 15 تظاهرة تطالب المسلحين بالخروج من مدينة حلب، وفي الاتجاه الأخر دعا الجيش السوري، أفراد هذه الفصائل إلى تسليم أنفسهم طواعية وتسليم الأسلحة والمعدات التى بحوزتهم للجيش مقابل الأمان لهم، كما طالب الرئيس الأسد خلال إجتماعه الأخير برفع الإستعدادات القتالية لتحرير ما تبقى من محافظة حلب فى سياق تحرير جميع المحافظات السورية من المتطرفين وذلك بعد الإنتصارات الكبيرة التى حققها الجيش فى المعارك التي خاضها في الميدان وسط إنهيارات كبيرة فى صفوف الجماعات المسلحة وحليفهم الغربي التركي، وما تصريحات قادتها الأمنيين أو السياسيين الأخيرة إلا دليل قاطع على أن جماعاتهم مستعدة لإنهاء عدوانها لكنا بحاجة الى ضمانات.
مجملاً... يخوض أبطال سورية معركة شرسة, ليجعلوا من أنفسهم سوراً لحماية سورية وأهلها, وكل من يراهن على وطنية أبناء الجيش السوري هو واهم، فهم يسطرون اليوم صفحة جديدة مليئة بالعز ليضربوا بيد من حديد كل من يسعى للنيل من أمن سورية، هذا التقدم الكبير للجيش السوري وحلفاؤه ما هو إلا خطوة واحدة في مسيرة إجتثاث الإرهاب وطرد المتطرفين من سورية، لذلك فإن الأيام القادمة ستشهد مزيداً من الإنتصارات الحاسمة في سورية خاصة مع إعلان الجيش السوري بدء بتنفيذ الخيارات الإستراتيجية للرد على داعش وأخواتها بعد أن إكتملت الإستعدادات النهائية للدخول في مرحلة كسر العظم في حلب وإدلب.
khaym1979@yahoo.com