2024-11-27 02:58 م

بعد "اجهاض" مؤتمر السلام الباريسي.. هل تبقى القيادة أسيرة "الانتظار"؟!

2016-11-19
القدس/المنـار/ انشغلت القيادة الفلسطينية فترة طويلة في العمل على كسب تأييد الدول ذات التأثير للاقتراح الفرنسي بعقد مؤتمر دولي للسلام في باريس، وكان "التهليل" لهذا المقترح كبيرا، وجمعت القيادة أوراقها، في هذه الزاوية، ولم تقدم على بحث وطرح أية خيارات، بمعنى لم تعمل احتياطاتها لمواجهة امكانية عدم عقد المؤتمر الباريسي، تمسكت بالمقترح الفرنسي، وكأن المؤتمر قد حصل على المباركة والموافقات اللازمة، ووجدت في ذلك انتصارا ما بعده انتصار، وتوقفت الحركة الفلسطينية الرسمية على أبواب العاصمة الفرنسية، وانتشرت الامال.. وفجأة، أعلن الرئيس الفرنسي، أن ليست هناك بوادر أمل لنجاح المقترح الفرنسي، بمعنى أوضح، تبددت الامال، وخاب أمل الذين توهموا بأن المقترح سيتحقق نهاية شهر كانون أول. ولأن قاعدة التشاور في السلطة الفلسطينية ضيقة، وتفتقر القيادة الى حكماء لديهم الامكانية والخبرة والكفاءة للمشاركة في صنع انجازات الشعب، عادت القيادة الفلسطينية الى الانطلاق من نقطة الصفر، ولكن، أين؟!
هل الانشغال مرة جديدة، في فكرة هنا، أو مقترح هناك، دون البحث عن خيارات، وتمسك بمواقف جادة حقيقية، لمواجهة التحديات المتعاظمة، أم أن سنوات أخرى ستمضى والقيادة أسيرة حالة الانتظار غير المبرر والمبني على قواعد هشة.
تقول دوائر سياسية لـ (المنـار) أن النجاحات الفلسطينية تراجعت، والقدرة على مواجهة السياسات المعادية تضاءلت، والدبلوماسية الفلسطينية تباطأت بل في حالة تقوقع، وان شحذت الهمم وانطلقت تروج لمقترح ما، دون أن تعيد الحسابات وتقيم الوضع، وتنصب ميزان الخسارة والربح، فبعد فترة طويلة من التطمين بعقد مؤتمر باريس الدولي، عادت الان للبحث عن مسارات جديدة أو مسألة جديدة، وكأنها "استهوت" الوضع الانشغالي عن الاجندات الاساسية.
وتضيف الدوائر أن التوجه الان للقيادة الفلسطينية، بحثا عن انتصار يخفف من حدة التذمر في الشارع، فوجدت ضالتها في طرق أبواب الهيئات والوكالات الدولية، وتحديدا الجنايات الدولية، التي وقفت عاجزة على أبوابها لأنها لم تحسن بالتفصيل والجدية، ما هي ذاهبة اليه، المضي حتى النهاية، أم التأجيل في اتخاذ الموقف الحاسم المفروض والعودة من منتصف الطريق، تحت الترغيب والتهديد.
وتؤكد الدوائر أن عدم تلمس القيادة الفلسطينية طريقها الصحيح في المسارات السياسية والتعاطي مع الافكار والمقترحات التي تطرح، يعني أن مكاسب لن تتحقق، وما لم تكن هناك خيارات وأوراقا بديلة و "حسبة صحيحة" فان ما تقوم به يفسر على أنه سياسة اشغال للشارع، ودليل عجز من الصعب تفنيده، ما لم تتخذ المواقف السليمة في مواجهة التحديات، والتعنت الاسرائيلي، خاصة وأن تل أبيب، حققت اختراقات كبيرة وكثيرة على صعيد كسب المجتمع الدولي وقوى التأثير، لذلك، الرد على فشل جهود عقد مؤتمر دولي في باريس، هو عبر طرح خيارات جديدة، واعلان مواقف حازمة جادة، والخروج من دائرة "اشغال الناس" بعناوين لن تتحقق!!