2024-11-29 12:36 ص

هل تعيد السلطة الفلسطينية تقييم أحوالها قبل فوات الاوان؟!!

2016-11-12
القدس/المنـار/ تغييرات واسعة موضع دراسة في العديد من دول العالم بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، وهذا الحدث تحت التحليل والنقاش في الساحة الدولية، وهناك كم هائل من الخطوات ستتخذ لمواجهة تداعيات ما أفرزته الانتخابات الامريكية، تستند الى عمليات اعادة تقييم للمواقف والسياسات، واسقاط حسابات وبناء جديدة، هذا هو الأمر الطبيعي والمفترض القيام به في مثل هذه الأحداث والتطورات.
في الساحة الفلسطينية، وبمرارة واضحة، التعاطي مع الاحداث والتطورات كأنها لم تحصل أو تقع، حتى ردود الفعل والتعليقات ما تزال فجة من "مسؤولي الصدفة" الذين لم يتقدموا لحظة في ادارة مواقعهم ومناصبهم، وهذا ما لاحظناه من جانب الكثيرين خلال الانتخابات الامريكية وبعد ظهور نتائجها، فالكفاءة غير متوفرة، والدبلوماسية متراجعة "ولا دخل لها"، وهواة تصدر الوسائل الاعلامية صوتا وصورة غارقون في عجزهم وجهالتهم.
الان، نحن بحاجة الى مهارة في التقييم، ودراسة تفصيلية للحدث الامريكي، وكسر الجمود في المواقع وحركتها، وهدم احنكار المناصب والمهام، فالتغيير في السياسة أساسي وضرورة ملحة، والمطلوب ليس الانشغال في الحروب والمواقعية، والاقصائية وعشوائية التوظيف، وقهر الكفاءات لحساب دهاقنة الأمزجة والأهواء الشخصية، فالنجاحات شحيحة ومعدومة.. والتراجع مستمر، في غالبية المواقع، والمؤسسات لم تصل حد الريادية، والتربع على المواقع أصبح نقيصة وابتذال واستغفال، وورقة رابحة في يد الخصوم، مرحلة جد خطيرة تستدعي تغيير طواقم، واستبدال هيئات ورفع الظلم عن كفاءات حقيقية في ميادين مختلفة.
في الجانب الاخر، عمليات تغيير مستمرة، خدمة للاهداف المرسومة، أما في الساحة الفلسطينية، الكراسي التي يسترخي عليها مسؤولون عديدون، قد كفرت وتشكو ظلم الاحتكار وسلبياته، وردهات ومكاتب الهيئات والوزارات والمؤسسات تئن تحت عشوائية التوظيف ومقاساته غير السليمة، المستندة الى ارضاء واسترضاء الزلم والمسؤولين، والضخ القراراتي والترفيعات الشخصانية والاستثنائية، ظاهرة مؤلمة، تجلب الويلات والفشل.
لا نجاخات دبلوماسية تذكر، ولا تعامل جاد وسليم بارع مع الاحداث والتطورات، "فالمستودعات" لم تتغير، ولا تشرق عليها الشمس، والخطط أصبحت بالية، والمزدهر عندنا فقط، تعاطي العديد من المسؤولين مع موظفيهم ومواقعهم مزارع "وخانات"، وتغييب للكفاءات، وكثافة للتقارير الكاذبة الباطلة، و "الوشوشات" الضالة والضارة، وضخ للولدان والصبيان في "مؤسسات الدولة"، لهم من "البكايات" الكثير، دون تدقيق وبعيدا عن التمحيص، ولا اعتبار لكفاءات أو تجارب ناجحة، وما لم يتغير هذا الحال، فاننا، سنواصل الانحدار نحو الهاوية، عندها سيتهرب الجميع من تحمل مسؤولية ذلك، وكل سيلقي على الاخر اللوم وتحمل النتائج.
المرحلة التي نمر بها، ويمر بها العالم بحاجة الى عملية تغيير جذري، واستبدال نحو الافضل لطواقم وقيادات باتت نقيصة وعبئا على الشعب بكامله، ان الشركة الناجحة تخضع من فترة الى اخرى الى عملية جرد حسابات وتغيير واعادة تقييم لعمل مسؤوليها وموظفيها، فكيف الحال اذن، بشأن مؤسسات ووزارات دولة؟!