2024-11-29 06:33 ص

مؤتمر فتح السابع والامتحان الصعب.. الاختيار يحدد الانشقاق أو النهوض

2016-11-01
القدس/المنـار/ جهات عديدة تنتظر عقد المؤتمر العام لحركة فتح نهاية الشهر الجاري، بعض هذه الجهات يتمنى فشلا للمؤتمر وتفجيرا له، والبعض الاخر يأمل بنهوض كبير للحركة، لتبقى محافظة على مركزيتها في الساحة الفلسطينية، قادرة على مواجهة التحديات والأخطار والعواصف.
ولأن انعقاد مؤتمر فتح في موعده، يقلب حسابات البعض الخارج على ارادة الحركة ويعمل على مواصلة تأجيله، فهي أمام تحدٍ كبير يتطلب حرصا وحذرا وانتباها، حتى لا تستغل الأخطار في غير صالحها، فالمتربصون المنتظرون يسوقون الشائعات ويطلقون التخوفات أملا في عدم انعقاده، لكن التحدي هو عقد المؤتمر على قواعد وأسس سليمة، ومنهجية دقيقة لا يمكن اختراقها، وما لم تلتفت قيادة فتح الى المحاذير والمحظورات، تكون قد منحت الجهات المتربصة الفرصة لشق الحركة، و "تثوير" قطاعات واسعة من أبنائها، فعقد المؤتمر السابع لحركة فتح "ليس كفاية" كما يقولون، وانما الأهم من ذلك هو الادراك الحقيقي للتحديات المتصاعدة والأخطار الموجودة، لذلك الحركة أمام خيارين، اما الانشقاق واما النهوض وافشال مخططات خصومها، وخطر التدخل في شأنها الداخلي، بالتالي، هذه الحركة التي بمثابة العمود الفقري للجسد الفلسطيني أمام امتحان صعب، وحتى تنجح في هذا الامتحان وتفوت الفرص على المتربصين بها، على قيادتها الالتزام بأسس النجاح وعدم الفشل، وتبتعد عن المحسوبية والانزلاق الى لعبة المحاور وتضع خلفها الاحقاد الشخصية.
والأمر المهم في هذه الحالة، ويجب تحقيقه، ويفرض على قيادة فتح عدم تجاهله، والا سقطت في كمائن المتربصين، هو أن تدرك القيادة الفتحاوية ما هو مدبر ومرسوم لها، قبل فوات الاوان حتى تضمن ثمارا سليمة، وتمنع انشقاقا كبيرا قد يقع، يتوقعه الكثير من المراقبين ويخشاه الحريصون على حركة فتح ووحدتها.
أمام هذه التحديات، وفي هذه المرحلة بالذات المليئة بالاخطار، فان المطلوب اختيار "القامات الكبيرة" لعضوية مؤسسات حركة فتح، وتحديدا في اللجنة المركزية، وبمعنى أوضح، أعداء الحركة ينتظرون أن تقع القيادة في خطأ الاختيار والاسناد، لصغار لتولي عضوية المركزية، وهنا تكون الطامة الكبرى، فعندها الانشقاق حاصل من جانب كوادر الحركة الذين تصدوا للمتربصين بها، ووقفوا مع قيادة الحركة، فالتحديات الكبيرة بحاجة الى قيادات مسؤولة قادرة على التصدي، لا تنصيب أشخاص بشكل أو بآخر قيادات على هذه الحركة، عندها التذمر سيكون سيد الموقف، والتذمر دائما التوطئة للانفجار، واذا ما حدث ذلك بفعل عدم الدراسة الدقيقة لعملية الاختيار، فان الخاسر الوحيد هم أصحاب القرار في هذه الحركة، التي بحاجة في هذه المرحلة الى "سباع" يملأون مواقعهم، وقادرين على حمل المسؤولية في مواجهة كل الكمائن وكافة أشكال التآمر.
ان حركة فتح، وقيادتها تحديدا أمام تحديات صعبة، وأمامها محاذير عديدة ومحظورات شتى، فان لم تتعاطى مع ذلك بمسؤولية وصلابة، وسلامة نهج وبخطوات مدروسة، فانها ستكون عرضة للانشقاق، لذلك، الدقة في الاختيار بعيدا عن الاحقاد الشخصية وأساليب النكاية والتنصيب غير المشرف، جميعها، عوامل مطلوبة للنجاح، وما عدا ذلك، فانه الطريق نحو الهاوية، عندها تتحمل القيادة الحالية مسؤولية السقوط المريع.
فلا يعقل أن تصمت كوادر حركة فتح على ترتيب وهندسة لجنة مركزية غير قادرة على مواجهة التحديات، أو من صغار قد يدفعون "لضعفهم" ولأسباب كثيرة بالحركة الى المتربصين، متعددي الجنسيات ومقاولي المراحل والمهام، واذا لم تلتفت القيادة الفتحاوية الى المحاذير ودعوات ونصائح العقلاء، واختارت من لا ماضي له، ولا تاريخ ولا قدرة على تحمل المسؤولين، من الأدعياء والمتصيدين في المياه العكرة والمنافقين وجماعة "حكلي لما أحكلك" واصحاب المصالح.. اذا لم تنتبه هذه القيادة الى مصلحة الحركة والشعب، فانها هي أول من تضرب بـ "سياط" الصغار!!