هذا الموقف المصري أو ما يمكن تسميته بادراك مصر لما يحاك ويدور، والصحوة غير المتأخرة، فرضت بناء التحالفات الجديدة، فتمسك القاهرة بوحدة أراضي سوريا ورفضها للحرب الارهابية التي يتعرض لها الشعب السوري استدعى بناء الاصطفافات التي نراها تبنى في المنطقة، وذلك ردا على القاهرة المتمسكة بعروبتها ودعم قضايا الامة. والموقف المصري الواضح وغير الخجول من الملف السوري، اثار الذعر في صفوف أنظمة الردة والخوارج وفي مقدمتها النظام التكفيري السعودي، فتوجهت هذه الانظمة لوضع حسابات جديدة، فتلاقت الرياض مع جماعة الاخوان المسلمين، والانضمام علانية الى التحالف القطري التركي، مع أن مشيخة قطر وتركيا كانتا متخوفتين من اتساع دائرة النفوذ الوهابي السعودي، لكن، الحسم في الموقف المصري دفع الرياض والدوحة وأنقرة وجماعة الاخوان المسلمين الى التلاقي في تحالف مدعوم من تل أبيب وواشنطن. أما بالنسبة للدول التي تشارك في التآمر على سوريا، دون أن تبرز بوضوح، فهي الاخرى تدرس كل الاحتمالات: هل تتفادى الارتدادات وتثوب الى رشدها وتحصن ساحاتها في مواجهة مخططات التحالف الجديد، وهنا، ستتعرض الى حصار اقتصادي، كالاردن، أم أنها ستواصل تمسكها بدورها الخدماتي للارهاب ورعاته؟!
بناء التحالفات الجديدة واعادة تقييم الحال والمواقف، كما أشرنا الى ذلك، فهذا يعني أن هناك تطورات خطيرة في المنطقة، على رأسها الامكانية الواردة بتصعيد الحرب على الشعب السوري، وعدم الاكتفاء بتقديم الدعم للعصابات الارهابية، وليس من المستبعد أن تشارك بقوة ومباشرة وعلانية في الحرب الدائرة التي تشهدها الساحة السورية وتحديدا في منطقتي شمال وجنوب سوريا، وحسب دوائر سياسية واسعة الاطلاع، فان دول التآمر هذه، قد وضعت خطط التصعيد البربري ضد سوريا، وتنفيذها بات مسألة وقت لا أكثر، اضافة الى ذلك، هناك تطورات في العراق والهجمة الشرسة على الشعب الفلسطيني وقيادته، لتكون مع التطورات الخطيرة في سوريا من دوافع اعادة تشكيل وترتيب التحالفات والاصطفافات في الاقليم.