الناصرة - كشف تقرير لدائرة الاحصاء المركزية الإسرائيلية الصادر مع حلول رأس السنة العبرية، أن نسبة التكاثر السكاني لدى فلسطينيي 48 وصلت الى أدنى مستوى لها منذ النكبة، وباتت 2.2 %، وهي تقارب نسبة التكاثر بين اليهود 1.9%. وتقليص الفجوة ناجم عن انخفاض الولادات بين العرب بفعل تطور المجتمع، مقابل ارتفاعها بين اليهود، بفعل الولادات بين جمهور المتدينين اليهود المتشددين، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا يخلق قلقا لدى المؤسسات الإسرائيلية والصهيونية، من شكل وطابع المجتمع اليهودي في المستقبل القريب.
وقالت دائرة الاحصاء المركزية أن عدد "سكان إسرائيل"، مع نهاية العام العبري، في مطلع الأسبوع الحالي بلغ 8.58 مليون نسمة، إلا أن هذا يضم قرابة 300 ألف فلسطيني وسوري في القدس المحتلة، ومرتفعات الجولان السوري المحتلة، الذين بحوزتهم بطاقات "مقيم". ما يعني أن عدد السكان من دون المنطقتين المحتلين منذ العام 1967، بلغ 8.26 مليون نسمة بالتقريب، بينما نسبة فلسطينيي 48 تلامس نسبة 18 %، وعددهم 1.486 مليون نسمة، في حين تعلن إسرائيل أن نسبة العرب فيها 20.7 %.
والعدد الاجمالي للفلسطينيين في مدينة القدس بشطريها بات يتجاوز 310 آلاف نسمة، ولكن من بينهم ما يزيد على 32 ألف نسمة بحوزتهم الجنسية الإسرائيلية الكاملة. ويستند هذا التقدير إلى عدد العرب في المدينة الذين ظهرت أسماؤهم في سجل الناخبين للكنيست قبل عام ونصف العام، بأكثر من 26 ألف صاحب حق اقتراع.
وأيضا حسب التقدير، فإن حوالي 10 آلاف نسمة من الذين بحوزتهم الجنسية الإسرائيلية الكاملة، هم من فلسطينيي 48، وغالبيتهم من بيت صفافا، شطر 1948، والباقي ممن انتقلوا للعيش في المدينة من مناطق أخرى. في حين أن أكثر من 20 ألف مقدسي، حصلوا على الجنسية الكاملة، بعد أن تقدموا بطلب التجنيس. أما في مرتفعات الجولان السوري المحتل، الذي يقيم فيه حوالي 23 ألف شخص من العرب غالبيتهم الساحقة من السوريين، فإن عدد المجنسين منهم حسب التقديرات، لا يتجاوز 3 آلاف نسمة، من بينهم بضع مئات، هم بالأساس ممن انتقلوا للعيش في قرى الجولان من قرى درزية فلسطينية أخرى. وفي المجمل فإن غالبية المجنسين في الجولان المحتل، يقيمون في قرية الغجر، الواقعة على الحدود بين سورية ولبنان.
ويقول التقرير، إن نسبة التكاثر السكاني بلغت هذا العام أيضا 2 %، مقابل نسبة 1.8 % حتى قبل ثلاث سنوات، ويساهم في هذا الفرق عاملان: ارتفاع في أعداد المهاجرين، مقارنة مع ما كان قائما حتى قبل ثلاث سنوات، والارتفاع الحاد في معدلات الولادة بين اليهود، التي سنأتي عليها.
ويقول التقرير، إن نسبة تكاثر اليهود بلغت 1.9 %، مقابل 1.7 % حتى قبل ثلاث سنوات، في حين أن نسبة تكاثر العرب 2.2 %، مقابل 2.6 % حتى قبل ثلاث سنوات. ويظهر من التقرير الانهيار الحاد في معدلات الولادة بين العرب، من قرابة 7 ولادات للأم العربية الواحدة في العام 1975، إلى 4.2 ولادات في العام 1995، إلى 3.1 ولادات في العام الماضي 2015. أما لدى اليهود فإن معدل الولادات للأم الواحدة بلغ 3.1 % في العام الماضي، بعد أن كان 2.6 ولادات في العام 1995. ولكن الزيادة الحاصلة في معدل ولادات اليهود، تعود إلى المعدل العالي في الولادات بين جمهور المتدينين المتزمتين، "الحريديم"، الذي يصل فيه المعدل إلى 6.8 ولادة، في حين أن لدى المتدينين من التيار الديني الصهيوني يصل معدل الولادات للأم الواحدة إلى حوالي 5 ولادات، مقابل 1.5 ولادة أو أقل، لدى النساء العلمانيات.
وهذا ينعكس على نسب التكاثر بين اليهود أنفسهم، إذ أن نسبة التكاثر لدى الحريديم تصل إلى 3.8 %، وهي قد تكون نسبة التكاثر الأعلى في العالم، إذ يساعدها في هذا ارتفاع معدل الأعمار، مقابل تدنيها لدى الشعوب الفقيرة، التي فيها معدلات ولادة عالية. كما أن نسبة التكاثر لدى المتدينين من التيار الديني الصهيوني 2.8 %. وكلا النسبتين كما نرى، أعلى بكثير من نسبة تكاثر العرب في إسرائيل، في حين أن نسبة التكاثر لدى اليهود العلمانيين، بالكاد تصل إلى 1.4 %. ويضاف إلى هذا، أن نسبة الهجرة إلى الخارج، بين العلمانيين، هي أعلى بكثير مما هي بين الجمهور المتدين.
وهذا ما سينعكس في المستقبل القريب، بشكل أكبر على طابع الجمهور اليهودي، بحيث من المتوقع أن يصبح العلمانيون في سنوات العشرين المقبلة، أقلية من بين اليهود، وهذا ما يقلق إسرائيل والصهيونية.
برهوم جرايسي/ الغد الادرنية